ورحتُ أنزعُ من ظلّي نداوتَهُ
وأشعلُ البحرَ في وجهي الذي انجرفا
وكنتُ أمشي إلى حُزني بلا قَدمٍ
وخطوتي الماءُ تجري لا تقولُ: كفى
أبني من التِّيهِ أوطاناً لأسكنُها
لكنّ قلبي غريبٌ حيثما وقفا
أخفي دموعي وراءَ البابِ أطرقُهُ
لعلَّ ظلاً غريباً يُسعفُ الشَّغفا
أصغي إلى داخلي، أطيافُهُ صخَبٌ
كالبحرِ يصرخُ في أعماقِهِ صَدَفا
غفا الغَمامُ على كفّي يباركُني
ونامَ فيَّ اشتعالُ الضوءِ وانكشفا
تدلّت الشَّمس من خَصري مشردةً
كأنها لم تجد بيتاً ولا غُرَفا
أحدّثُ الموجَ عن حبٍّ يمزّقني
وأسحبُ المدَّ فوقَ القلب معتكفا
وتشهدُ الرّيحُ : كم مرّت به لغةٌ
ولم تصبهُ، ولم تعرفْ لما نزفا!!
أتيتُ من صرخةٍ بيضاءَ ليس لها ظلٌّ،
لتبحثَ عن معنى لها خُطفا
وكلّ أنثى ترى فيَّ انكشافَ هوى
تَجْني نُجُومَ خطاها دُونَها تَلَفا
أنا البداية، لا ماضٍ يقاربُني
أنثى تعيدُ إلى التّاريخِ ما انصرفا
والشعرُ طفلٌ على كفيَّ..
يسألني: أين البدايةُ؟
قلتُ: الماءُ.. ثم غفا
أسقي الجفافَ بدلوٍ من تفردِهِ
واقتفي أنهرَ المعنى إذا نزفا