بـسـطـاء كـثـيـابِ أبـي ذرّ الـغـفـاري ..
خِـفـافٌ كـحـصـان عـروةَ بـن الـورد ..
يـكـرهـون الاستغلال كـراهـة الشـجـرة لـلـفـأس
ويـحـبـون الـعـدالـة حـبَّ الـعــشــبِ لـلـربـيـع …
سـيـمـاؤهـم فـي أيـديـهـم مـن أثـر الـبـيـاض ..
وحـيـثـمـا سـاروا تـنـهـض الـمـحـبـةُ مـن سُــبـاتِـهـا !
عِـطـرُهـم عـرقُ الـجـبـاه …
ومـثـل تـنّـورٍ يـمـنـحُ خـبـزهُ لـلـجـائـع مُـكـتـفـيـاً بـرمـاده
يـقـولـون من تـلـقـاءِ أنـفـسِـهـم: خـذوا
ولا ثـمـة فـي قـامـوسِـهـم كـلـمـة “أعـطِـنـي”
لـهـم مـن الـمـطـرقـةِ: الـصّـلابـة …
ومـن الـمـنـجـلِ: حِـدَّتـه
ومـن الـحـمـامـةِ هـديـلُ الـدولاب !
مـنـذ تسعين دورة شـمـس
وهـم يُـعـبِّـدون بـأضـلاعـهـم طـريـق الـقـافـلـة
نـحـو الـمـديـنـةِ الإنـســان !
مُـيَـمِّـمـيـن قـلـوبـهـم نـحـو اللـهِ
وعـيـونـهـم نـحـو الـوطـن الـحـرِّ والـشـعـب الـسـعـيـد ..
مـنـذ تسعين دورةِ شـمـس وهـم كـالأنـهـار:
لا يـلـتـفـتـون الـى الـوراء حـيـن يـسـيـرون !