- نرحب بك أستاذ محمود النجار في هذا الحوار بعد غيبة طويلة عن “شعراء بلا حدود”
ونطلب منك ابتداء أن تعرفنا بـ “شعراء بلا حدود” وأهدافها.
“شعراء بلا حدود” مشروع أدبي فني على درب المشروع النهضوي العربي، وهو ذو شخصية اعتبارية مستقلة، يتمتع بالاستقلالين الإداري والمالي، ومحكوم بدستوره ونظامه الأساسي وقرارات هيئاته المركزية والفرعية.
ومن مبادئه عدم التدخل في شؤون السياسية الرسمية العربية، وعدم الانحياز لجهة أو جهات سياسية أو حزبية على حساب أخرى، وهو فوق القطرية والإقليمية والطائفية؛ ذلك أنه تجسيد لعلاقة فنية روحية، وخيار ثقافي يسعى لربط الشعراء العرب بعضهم ببعض بحيث يلتقون على مبدأ ثابت يقوم على الشعار الآتي :
“نحن مع الأصالة حين تعني الانتماء، ومع المعاصرة حين تعني الارتقاء”.
وهو إلى ذلك تجمع عالمي فني ثقافي اجتماعي إعلامي تتنوع فيه الآراء والقناعات والاجتهادات، ويحترم المواثيق الأممية التي تحفظ للعضو حرية الكتابة والنشر وحرية الكلمة وتبادل المعلومات والأخبار وخصوصا المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
تأسس في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2007 ، وسجل في الغرفة التجارية في لندن، وهو التاريخ الذي اخترناه ليكون يوما للشعراء العرب، والذي سنقوم بتفعيل مناسبته والاحتفال بها من جديد ابتداء من هذا العام 2024.
وتتلخص أهدافه فيما يأتي:
- إعادة الاعتبار للشاعر العربي وإعادة الدور للشعر العربي .
- العمل على خلق فضاءات شعرية جديدة، والعمل الدائب في سبيل تأسيس حركة نقدية عربية معاصرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتفعيل حركة النقد الأدبي للمساهمة بدور فاعل في النهضة الأدبية المنشودة؛ من خلال التفاعل مع الاتجاهات النقدية المختلفة للنهوض بالحالة الشعرية القائمة في الوطن العربي.
- خلق حالة من التواصل الإنساني مع مختلف النخب والمعنيين بالشأن الثقافي والأدبي عربياً وعالميا وإشاعة مفاهيم السلام والحرية والعدالة الإنسانية من خلال الكلمة الراقية والمعنى الجميل الذي تتفق عليه كل الأمم والشعوب.
- العمل على تعريف المتلقي بمختلف النماذج والأشكال الفنية الشعرية السائدة في العالم وبنتاج أكبر عدد كبير من الشعراء العرب المبدعين وغيرهم، وتبني المواهب الشابة ودعمها بكل وسيلة ممكنة.
- التفاعل مع قضايا الأمة بمختلف اتجاهاتها في الدعوة إلى الفضيلة، وإحقاق الحق والعدل، ومحاربة الزيف والخرافات.
السؤال الذي قد يخطر ببال كل من يتابع نشاط شعراء بلا حدود، حيث لوحظ في السنوات الخمس الأخيرة نوع من الركود في نشاطكم. ما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
سألخص الإجابة في النقاط التالية:
- مسألة التمويل لعبت دورا بارزا في إضعاف نشاط المنظمة، ونحن الآن منشغلون في البحث عن جهة تمول نشاطنا تمويلا غير مشروط، ونرجو أن نحصل عليه؛ لنتمكن من المضي قدما في خطواتنا الجديدة.
- الظروف الجديدة التي أدت إلى الاصطفاف والانحياز…
- العداء للنجاح كان له دور كبير في التأثير على المنظمة وأدائها، فقد أسهم بعض أعداء النجاح في التشويش على المنظمة، واختراع القصص الوهمية ضدها، ويعرف كثير من الأعضاء والأصدقاء ما أعنيه، ولا أريد الدخول في التفاصيل.
- وعليّ أن أعترف بأنني شخصيا شكلت جزءا من المشكلة، بردود فعلي الغاضبة تجاه بعض التصرفات التي قام بها بعض المغرضين، فقد كنت حادا في ردود أفعالي، والاعتراف بالخطأ فضيلة.
وما الذي دعاكم فجأة وبدون مقدمات إلى استئناف نشاطكم؟ وما هي الأفكار والآفاق الجديدة لديكم؟
أنا شخصيا كوني مؤسس المنظمة إلى جانب بعض الإخوة وعلى رأسهم نائب الرئيس الأستاذ حسن المعيني، لم أتخل عن المنظمة، ولا عن فكرتها، وكنت دائم التفكير في إحيائها من جديد، وكانت لدي خطط وبرامج تتجدد كل حين، لكنها كانت تصطدم دائما ببعض العراقيل التي منها ما هو شخصي، وما هو عام، إلى أن التقت أرادتي مع إرادة أخي الأستاذ حسن المعيني، وقررنا أن نعيد للمنظمة ألقها وحضورها من جديد، فيد واحدة لا تصفق.ابتدرتم استئناف نشاطكم بتأسيس موقع إلكتروني على الشبكة؛ فما الهدف المباشر لذلك؟
حين تحدثنا أنا والأستاذ حسن المعيني فكرنا ابتداء بإعادة منتدى شعراء بلا حدود، لكن بعد النقاش التقت إرادتنا على (ويب سايت)؛ لأن المنتديات فقدت حضورها بسبب طغيان الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. أضافة إلى أنه لا بد من رئة إعلامية نطل من خلالها على أصدقائنا الشعراء والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، ولتعريف الجمهور بأنشطتنا وشعرائنا ومثقفينا، ونسعى من خلاله إلى إعادة “شعراء بلا حدود” إلى الساحة الثقافية أفضل مما كانت من قبل.. ولا بد في سبيل ذلك من منبر إعلامي، يكون قادرا على إيصال صوتنا إلى مجتمع الثقافة والأدب.وما الذي سيحتويه الموقع؟
سيضم الموقع منشورات للشعراء والنقاد والباحثين، وسيغطي أنشطتنا ومسابقاتنا، ونأمل أن يكون ذا مستوى رفيع شكلا ومضمونا، بحيث يعبر عن ثقافة شعراء بلا حدود ومستوى أدائها، بعيدا عن الابتذال، ولن ننشر نصا أو موضوعا ضعيفا، لا يكون في الحد المتوسط من الإبداع، فلسنا نبحث عن الكم، بل الكيف، وسنهتم بنشر أخبار الشعر والأدب والثقافة والفن والترجمة، من كل بقعة في عالمنا العربي، وربما خارج السياق العربي، وذلك من خلال نخبة من المثقفين القادرين على العمل والإنجاز والإخلاص لموقعهم. والموقع الإلكتروني هو البداية، وسوف نقوم بأعمال أخرى ستفاجئ الجميع إن شاء الله في الوقت المناسب.
كان في ما مضى للمنظمة أنشطة غزيرة ومتلاحقة في العواصم العربية، فهل تفكرون في استئناف أنشطتكم كما كانت من جديد؟سنبذل قصارى جهدنا في إعادة الألق للمنظمة، ولن نتوانى عن النهوض بها بأفضل مما كانت عليه؛ لكن ذلك يحتاج إلى قليل من الصبر، فبعد رفع موقعنا الإلكتروني على الشبكة، سنبدأ الإعداد لملتقانا السنوي الذي توقف لنحو خمس سنوات، وسيكون الملتقى في مدينة تونسية مهمة وجميلة، لن أذكرها الآن إلى أن نتأكد من بعض المسائل الإجرائية، وسيكون الملتقى هذا العام مختلفا عن كل ما كان سابقا، بإذن الله.
وهل ثمة تفكير في استعادة الأعضاء الذين ابتعدوا بعد توقف نشاطكم؟
بالتأكيد، فحين تزول أسباب الابتعاد سيعودون إن شاء الله، فهم جميعا لهم إسهامات في نشاطات المنظمة، وكانوا أعضاء فاعلين في منتدى شعراء بلا حدود الذي كان من أفضل المنتديات وأكثرها انضباطا ونشاطا وحضورا على الشبكة، وبإمكاني أن أقول بأننا أسهمنا بشكل مباشر في صناعة شعراء مبدعين في منتدى شعراء بلا حدود، وقد أتوا إلى المنتدى وهم لا يزالون على قيد التجربة الأولى، ويلتمسون طريقهم إلى تقنيات الكتابة ومعرفة فنياتها.. كان المنتدى رئتنا التي نتنفس بها، ونأمل أن يكون الموقع الإلكتروني أفضل حالا.
هل ستجرون تعديلات على النظام الأساسي بما يتوافق مع الأوضاع الراهنة؟
هذا مؤكد، ذلك أن ثمة معطيات كثيرة تغيرت، ولا بد من الاعتراف بأن النظام الأساسي ضخم وفيه فائض لسنا بحاجة إليه، وفي اللحظة التي تكتمل فيها إداراتنا، سنعرض التعديلات على الهيئة العامة لمناقشته وإقراره.
لماذا لم تفكروا بإعادة بناء منتدى شعراء بلا حدود بدلا من الموقع الإلكتروني؟ أو بالموازاة معه، لا سيما وأنه كان من أقوى المنتديات وأكثرها نشاطا ومهنية؟
لعلي أجبت عن السؤال باختصار في سؤال آخر، إنما لو ذهبت الآن إلى أي منتدى على الشبكة، ستجدين أنه قليل المشاركة، فقد التهمت مواقع التواصل الاجتماعي المنتديات، ولم يعد لها حضور يشجع على إعادة التجربة، بينما الموقع “الصحيفة المتحركة” أثبت حضوره بشكل كبير، ولهذا كان القرار ببناء هذا الموقع.
ماذا عن إدارة شعراء بلا حدود؟ وهل ستقومون بإجراء انتخابات جديدة؟ وكيف ستتم إدارة المنظمة، وقد انفرط عقد الإدارة المنتخبة السابقة؟
حاليا سأقوم بصفتي رئيسا لشعراء بلا حدود، وبناء على المادة (24)، البند (3) من النظام الأساسي، باختيار هيئة إدارية مؤقتة، ويتم التجديد لها إلى أن تستقر الأمور، وتعود للمنظمة هيئاتها كما كانت من قبل، وبعد ذلك ستتم الانتخابات، احتراما للقانون الأساسي الذي نعتز به، ونقدر كل كلمة فيه.
ماذا عن تمويل أنشطتكم؟ وهل ستفرض على الأعضاء رسوم عضوية؟
يؤسفني أن الاستجابة لمطلب الرسوم يتهرب منه معظم الأعضاء، وأتمنى لو يُحترم هذا المطلب، لكننا قد نكون مضطرين لإلغاء الرسوم أو تخفيضها إلى الحد الذي لا يجد العضو غضاضة في تسديدها. أما عن تمويل أنشطتنا فقد اعتاد عدد من الإخوة الأعضاء والإداريين، فيما مضى، على التبرع للأنشطة المختلفة، بما فيها قيمة جوائز المسابقات التي كنا نجريها. وأملنا بالله كبير أن نتمكن من إعادة هذه المسابقات، ومنح الفائزين الجوائز المالية التي يستحقونها، وذلك في حال نجحنا في إيجاد جهة ممولة بدون شروط، فنحن وحسب بنود المادة (29) من النظام الأساسي لا نقبل أية تبرعات مشروطة.
أخيرا أستاذ محمود رئيس “شعراء بلا حدود” نشكرك شكرا جزيلا على هذا اللقاء الجميل والصريح، وعلى أمل التواصل الدائم، متمنين لكم الخير والتوفيق في قابل الأيام.