ما لي وللنجم يرعاني وأرعاهُ
أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ
لي فيكَ يا ليلُ آهاتٌ أردِّدُها
أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أواه
لا تحسبَنِّي محبًا يشتكي وَصبًا
أهْوِنْ بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرتُ والذكرى مُؤَرِّقةٌ
مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه
ويحَ العروبة كان الكونُ مسرحها
فأصبَحت تتوارى في زواياه
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجدْهُ كالطير مقصوصًا جناحاه
كم صرفَتْنَا يدٌ كنّا نصرِّفها
وبات يملكنا شعبٌ ملكناه
كم بالعراق وكم بالهند ذو شجنٍ
شكا فردَّدَت الأهرامُ شكواه
بني العمومةِ إن القرحَ مسّكمو
ومسَّنا.. نحن في الآلام أشباه
يا أهل يثربَ أدمت مُقْلَتَيَّ يدٌ
بدريةٌ تسأل المصريَّ جدواه
الدينُ والضادُ من مغناكم انبعثا
فطبَّقا الشرقَ أقصاه وأدناه
لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً
لكنما هو دَيْن ما قضيناه
هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق
شقّ الوجود وليلُ الجهل يغشاه
هي الحنيفةُ عينُ الله تكلؤها
فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
هل تطلبون من المختار معجزةً
يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياه
سنُّوا المساواة لا عُرْبٌ ولا عجَمٌ
ما لامرئ شرفٌ إلا بتقواه
يا من رأى عُمرًا تكسوه بردتُه
والزيتُ أدْمٌ له والكوخُ مأواه
يهتز كسرى على كرسيِّه فرَقًا
من بأسه وملوكُ الرومِ تخشاه
سلِ المعانيَ عنَّا إنّنا عربٌ
شعارُنا المجدُ يهوانا ونهواهُ
.
محمود غنيم شاعر مصري/ (5 ديسمبر1901 – 1972)