همسَ الغرامُ وقد أماط خمارا
جاء المساءُ فأشعلي الأنوارا
فأعيدُ كالشعراءِ صقلَ هويتي
حرفاً يديرُ مع القلوبِ حوارا
كي ارتقي بالبوحِ، أصنعُ مجدَه
بقصائدٍ تدعُ العقولَ سكارى
وأعودُ للتاريخِ أكتبُ ماضيإ
ولَّى وأنفضُ عن يديه غبارا
وأقلّبُ الأوراقَ أقرأُ حرفَها
أطوي الزمانَ وأسبرُ الأغوارا
وأعيشُ في تلك الحكاياتِ التي
عبرَ القرونِ تخبّئُ الأسرارا
وألملمُ الأحداثَ أرحلُ عبرها
عشقاً وأجني في السطورِ ثمارا
وأعودُ من هذا الرحيلِ تقودُني
عِبَرٌ وتصقلُ خطوتي الأسفارا
وعلى ضفافٍ لستُ أعرفُ رملَها
مدَّ الإيابُ على الضفافِ بحارا
وغدت شجوني إذا تفتَّقَ حرفَها
مثلَ المـروجِ تـفـتَّـقـتْ أزهـارا
وغدوتُ في جدبِ السطورِ قصيدةً
سُفكتْ وصار مجازُها أمطارا
* * * * *
يا راحلاً عبرَ الزمان بروحِه
يهوى البعيدَ ويعبرُ الأقطارا
عُدنا وما عاد الزمانُ زماننا
وكأنما غـدَرَ الزمانُ وجارا
وكأن أشباحاً تغادرُ كهفَها
ليلاً ويرهبُها الخروجُ نهارا
تمشي وينكرُها الرصيفُ لأنها
تختارُ أوجاعَ الطريقِ مسارا
وهي التي باتت تنمّقُ خطوها
عند العبورِ لتلفتَ الأنظارا
* * * * *
وحدي أسيرُ وقد جعلتُ روايتي
قبلي وخلفي خطوتي تتوارى
أغدو إلى حيثُ الشوارعُ لا ترى
ظــلاً لنـــــــــــا وتظنُّنـــــــــــــــــــا زوارا
إن كان ينكرُنا المكانُ فقلْ لهُ
كيف الفطامُ وما نزالُ صغارا
شاخَ المكانُ وما تزالُ قلوبُنا
تـهفو إليه وتعـبرُ الأسـوارا
ما زالتِ الجدرانُ تحفظُ همسَنا
مذ كان صباً يلثمُ الأحجـارا
وبذكريات الحيِّ دفءُ محبةٍ
فيها العيونُ تغازلُ السُّمارا
عجباً اتنكرُنا الوجوهُ لأنـنا
عند المرور بها نزيدُ وقـارا
أترى كبرنا أم ترى أحلامنا
شاخت وليس هيامُنا معيارا
فالقلبُ يحيا عنفوانَ شبابِه
طيشاً ويتّخذُ الغرامَ مدارا
وتظلُّ في دربِ الحياةِ مواسمٌ
حبلى ويهطلُ غيثُها مدرارا
للأرضِ للإنسانِ كلُّ مواسمي
وإلى النقا قلبي الصغير أشارا
وإلى دروبِ الحبِّ وجّهَ نبضَه
وعلى مسارِ الخيرِ دوماً سارَا
تعليق واحد
نرحب بك في أول منشوراتك؛ فأهلا بك ومرحبا..