قدمايَ غَائِصَتَانِ حَتَّى ركْبَتيَّ بوَحلِ نُوريَ
لا أُكَنِّـي
الوحلُ منْ نورٍ يفيضُ
ولا أُكنـِّي
الوحلُ
فانْشعَبَ الطَّريقُ كلَطمةٍ
يا نورُ
مُخْترَمًا أَسِيرُ
وتنْحَني فيَّ الرُّؤى
هذا الوضُوحُ أضلَّني
وعماؤُكَ العرْفانُ يطْلُبُهُ
ويستجديهِ أَنْ يَهَبَ العيونَ عقيقَهُ المَمشوقَ
يستجديهِ أن تتَنـزَّلَ النيرانُ فِي غاباتهِ
النِّيرانُ تقطُرُ صلْصلَةْ
وأنا هنا
أَوْ ربَّما فِي وَحْشةٍ ما
ربَّما
أتأمَّلُ الأَشياءَ لا إيقاعَ فيها
حِنطَتي خَمْرٌ
وروحيَ جمْرُهُ الوقَّادُ
روحيَ جمْرُهُ الوقَّادُ
روحيَ جمْرُهُ
لمَ لا تُطـرِّزُ بِاللَّهِيبِ حدائقي؟!
أتُرَى انْطَفَى الجَمْرُ المقدَّسُ ؟!
أو عسايَ سقَطْتُ منْ عينيْكَ
مَجزيـًّا بكَشطِ الجَزْوَرِينِ على حوَافِّ الهَيللَةْ ؟!
وفرَغْتَ لِي
أَفَرَغْتَ لِي ؟!
غَوْثَاهُ مِنْكَ
وليسَ إِلا فيكَ إِرْهَاقُ الحنينِ
ولا أجَادلُ عَنْ دمي
سبحَانَ قَهرِكَ
لا أُجادِلُ
قسْمَةٌ ضيزَى سوَاكَ
سواكَ أَجحدُهُ
وجمرُكَ لا انطفَاءَ لَهُ ؛ سلاسلُ
شُدَّني
أَيْ سيِّدَاهُ
أَنا المُنهَّـشُ
شُدَّني في سلْسلةْ
سبحانَ قهرِكَ
قَدْ فَعلْتُ
فعلْـتُهَا وأَنا منَ الضالِّينَ لا آلـُو
فهَذِي الفأْسُ في كَفِّي
وذَا عَرقي عَلَى عينيْ
وتلكَ فَضيحَةُ الخذْلانِ في سرِّي تَـؤُزُّ الولولةْ
سبْحانَ قهْرِكَ
قدْ علوْتَ على العُلا
لا تمتَحنِّيَ مرةً أُخْرَى
أَنا …
أَنا عاشِقٌ خيْبانُ زجَّ بِروحهِ
في شَعْشَعانِ الموْجِ
دونَ سفينَةِ التَّـفْريدِ
دونَ أَهلَّـةٍ
فارْحَمْهُ
إذْ فارَ الشَّتاتُ بوجْهِهِ المطْرودِ
يا وُجدَ العَدِيـمِ وكنْزَ منْ أَلِفَ الوفـا
وانثُرْ ريَاضَكَ في الطَّريقِ
أَغِثْ مَسَاكينَ الحَنينِ
اسْوَدَّ في أَعناقهِمْ غلُّ الإقامةِ
حرِّرِ النِّيرَانَ في شجَري
عليكَ كفايةُ الأَوَّاهِ
أَضْرَمَ فِي بهاكَ برحْمَتَيْكَ توَسُّـلَهْ
يا مَنْ إذَا سُئلَ اخْتَشَى أَلا يُجِيبَ السَّائلَ المَحْرُومَ
يا مَنْ عوَّدَ الحَاجَاتِ أَلا تَنْزَوِي فِي النَّائحاتِ المُهْملَةْ
هذا استوائيَ في العَمى جَبلانِ
تجرُفُني الحواطِمُ للحَواطمِ
لا هَوادَةَ
لا تُصِيخُ إِلَى مُعَنـَّى
أَنْتَ أرأفُ
يا مطهَّرُ
مُغرَمٌ
ولأنتَ أرأفُ
مُغْرَمٌ أَنَا بِالتجلِّـيَّاتِ إِذْ تَيَّمْـتَني بالوَردِ
يَا وَعْدَ الضَّنـَى
وَأَنـَا.. أَنـَا
كَلِفٌ بنَبْعٍ رَائِقٍ أَبَدًا
أَمُوتُ بِحَسْرَتَيْنِ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ أَغْتَسلْ فيهِ
أَلا فيهِ
وَأَشْرَبُ منْهُ
أَفْعلُهَا ولا أَخْشى زلازل َ
فيكَ تَحلو الزلزلةْ
يا مَنْ خَزَائِنُهُ تَفُورُ بِوَفْرِ نِعْمَتِهِ
ومَنْ لا ذَرَّ إِلَّا فِي حَنَانَتهِ
وسَبَّحَتِ الحُرُوفُ بِحمدِهِ وَالبَسْمَلَةْ
يا عَالِمَ الأَسْرارِ
تَفْصلُ أَنْتَ بَيْنَ خَوَاطِرِي اشْتَجَرَتْ
عَلَيْكَ وَفِيكَ ؟!
أَمْ مِنْكَ الهُرُوبُ ؟!
وأَيْنَ ؟
أَوْ كَيْفَ؟!
التَّولِّي فِيكَ لا عَنْكَ
امتحِنِّيَ
لَا بِحَجْبِيَ عَنْ عُيُونِكَ
كُلُّ شَيْءٍ ما خلاكَ مُتَبَّرٌ
والبَدْرُ عَبْدُكَ
والرَّوَابِي في سُجُودِ الشَّوْقِ تهتفُ
والنَّدَى رُوحٌ وَجِيدٌ
فانْتَصرْ لِيَ منْ هوَايَ ومنْ عيونيَ
فَامْحَقِ الأَنْوَارَ بِالأَنْوَارِ
وَالأَسْرَارَ بِالأَسْرَارِ
وَالأَقْدَارَ بِالأَقْدَارِ
وَلِّهْنِي عَلَيْكَ؛ هُوَ الشَّهِيدُ
هُوَ الوَجِيدُ
هُوَ البَعِيدُ
وَزُجَّ بِي فِي النَّارِ كَافُوراً
أَغِثْنِيَ يَا مُهَيْمِنُ بالولَهْ
قَالَ العقيقُ: استبشروا
مَا ذرَّةٌ بِقَصيَّةٍ عن لُطفِهِ أَو خَردلةْ
يا حيُّ
يا قيُّـومُ
يَا كَهْفَ الطَّريدِ ومَوْئِلَهْ
قدَمَايَ غَائِصتَانِ حتَّى ركبتيَّ بوَحلِ نوريَ
غيرَ أَنِّي مَا خَلعتُ محبَّتي
وَحَلَفْتُ بِالوَادِي المقدَّسِ أَنَّ
وَرْدَكَ مُخْرِجِي مِنْ غُمَّةِ الأَشْكَالِ
ليسَ بتَارِكي فِيهَا
كَأنِّي قد رأَيْتُ يديْكَ وهيَ تُقِـلُّني
مُدَّتْ لِملهوفٍ
على جَبَلِ القَصِيدَةِ يَرتَجِي التَّوْحِيدَ لَهْ
وَلَهُ إلى شَمْسِ الجَلالةِ أمَّةٌ منْ أَسئلَةْ
وله ارتعافٌ جلْجلةْ .. !!