هل أنت حقا شاعر؟
سألتنيَ امرأةٌ
كي يستمرّ سؤالُها
أغنيّةَ المعنى الذي لا ينتهي
ومضت
ودون إجابة منّي
انزوت
في ركنها المعهودِ تشرب شايها
وأنا وحيدٌ في الزمانِ
وفي المكانْ
لا الشايُ يعجبني
ولا هذا الغناءُ العاطفيُّ،
ولا القصائدُ حين تكتبني
على مهَلٍ هنا
وأنا أحاور طيفها
في اللّحظةِ ارتسمتْ
بذاكرتي الأماكنُ
والحكاياتُ القديمةُ
والرّؤى
ليجيء من خلف السِّتار المخمليِّ كلامها
وأنا ولي… ما كان لي
من سحرها المنثور
في عبَقِ المكانِ
سألتها:
هل أنتِ لي؟
قالت نعم
فأنا وأنتَ
على مسافةِ آهةٍ من جرحنا
فليأتِ من سفَري البعيدِ نداؤها
جدِّدْ جوازكَ يا فتايَ
لتنطلقْ
كي ترسمَ الأشياءَ في ملكوتها
واغنم من الزمن الجميل دقيقةً
كي تستريحَ من القلقْ
وتقول لي:
قد كان لوركا منذ حينٍ ههنا
يأتي ليقرأ من قصائده البهيّةِ منشِدا
أمنيّتي…
أن تكتبوا التاريخ شعرا يا رفاقْ..
أن تطعموا كل الجياعِ البائسينْ
السائرينَ على دروب شقائهم،
الواقفينَ على مرافئ حزننا
هذا هو الحلم اليساريُّ الجميلْ
أو هكذا هنّ النساء الماضياتُ
على شواطئ وجْدِنا
والسائلاتُ عن الأغاني الخالداتِ
عن القصيدةِ كيف يكتبها
الرفيقُ المستهيمُ بشدوهنْ
فلتمضِ وحدكَ إن أردتَ لقاءهنْ
أو هكذا يبدو اللقاء المستحيلْ
قالتْ لتمضيَ في طريقِ غيابها
لأعودَ لي
وحدي كما في البدء
دون رفيقةٍ
لا الشايُ يعجبني
ولا هذا الغناء العاطفيّ