أجيد جلد الذات
بسوط النكت السمجة
من دفين الوجع أبدعها
وبملح الدمع أشكلها
هكذا أضمن انتشارها
بين أقراني من ذوي الخيبات
في وطن يجيد ترشيد الحرقة
ليبلغ الكمد محله
***
عربي أنا…..
أستمتع بالنوم في العراء
السماء خيمتي… والنجوم ندماء
يوثقون لحظات احتراقي
الكلاب الضالة تدفئ ظهري
والقطط تشاكس نومي
وأنا أزاحمها في علبة الكرتون
حيث الصغار وانا ننتظر
ما تجود به الموائد المستديرة
من بقايا اللصوص المبجلة
***
عربي أنا…
من قال أريد مستشفى او مدرسة
جامعة… أو حتى مرحاضا
التبول على الجدران يشعرك بكينونتك
وموتك على الرصيف يمنحك هالة
في الهواتف العابرة …
متسعا في جرائد الغد…
وجنازة تليق على شاشة الفايسبوك
عربي أنا…
أرضع حلمة العراء
كيما أصاب بالسمنة
أعجن الفراغ رغيفا
على أبنائي وأحفادي أوزعه
ويبقى حق الجيران محفوظا
في جراب الحاوي
كيف لا وعشرون درهما
أخرجتنا من النماء
لنحتل مرتبة الهراء
***
عربي أنا…
لا حاجة لي بعلم أو كتاب
فشاشة التلفاز كفيلة بتعليمي
كيف يكون الرقص على الجراح
كيف بالجهل تضمن بطاقة انتماء
بالكي تخرس ضميرك
إن انتابته نوبة الوعي والدهاء
***
عربي أنا……
ومن مثلي تجاوز صبر أيوب
وأنا في الألفية الثالثة
ما زلت أسكن الكهوف!
بمحراث الانتظار أحرث المدى
على امتداد الأزمنة أشتل الأمل
في عيون الغضب
عل مطرقة الجلاد تسقط يوما
ليتحرر الغيم المعتقل..
على أفق الزمان
يعود الأمان الهارب في كل الجهات
***
ها قد جرف النهر الحقيقة
اختنق الافق باللعنات
فاي مصالحة تعيد للوطن لغاته الضائعة
لتتحرر الأنفاس الرقراقة
من قيود الصمت الثقيلة
لنردد على مرأى الماضي ومسمع الآتي
نشيد الخلاص؟!