حِبْرِي يُنَادِينِي بِصَوْتٍ خَــافِتٍ
هيَ لَيْلةٌ تزهو بها الأَبْصـــــَارُ
هيّا نُسامرْ بعضنا لا تــــجزعي
ليل النُّدامى خمرُهُ أقمارُ
هذي السماء مضيئةٌ وكأنهـــــا
المصباحُ قــــد حَفَّتْ به الأنوارُ
و نجومها للتائهينَ خَــــــــرِيطَةٌ
وضّاحةٌ وَ غُيُومُهَا أمطارُ
أَمْسَكْتُ بَيْنَ أَصَابِعِي قَلَمِي وبي
شوقٌ لِتؤُنسَ وحشتي الأشعارُ
لكنّ حرفي خانني وأصــــــابعي
شُلَّتْ كأنّ أصابعي أحجـــــــــارُ
من أين أبدأ يا ترى وجــراحنا
لم تندملْ وعلى القلوبِ النــــارُ
وَ العَيْنُ تَدْمَعُ وَ الدِّمَاءُ دُمُوعُهَا
وَ الدَّمْعُ حِبْرُ كَلاَمِنَا المِدــــــْرَارُ
سبعون عاما والبلاد ذبيـــــحةٌ
مَسْبيّةٌ وعلى الجبينِ العـــــــارُ
والسيفُ نامَ بِغمــْــــــــدهِ وكأنّه
لم يلْقَ شهما نَصـْـــــــــــــلهُ البتّارُ
وخيولنا معطوبةٌ وجـــــــــــــريحةٌ
مُذْ غاب عنها الفارسُ المـغوارُ
ماذا اقولُ وفي دمي نارٌ مـــــــتى
أطفأتها يتوهّج الاعصـــــــــــــــارُ
هلاّ رأيتمْ غاصبا متوحـــــــــــشا
يا أيّها الشرفاءُ والأحــــــــــــــرارُ
قَتلَ الجنينَ وأمَّه و دمـــــــــاؤهم
لو جمُّعتْ لتَشكّلتْ أنهــــــــــــارُ
دَكَّ القطاع شمـــــــــــــالَه وجنوبَه
فبيوتُ غــــــــــــــــزّةَ محنة ودمارُ
هيَ غزةُ الشرفِ الرفيـــــــعِ و إنّها
نِعْمَ المقامُ بها ونِعْـــــــــــــــــمَ الدارُ
وبها اُسودٌ ذائدونَ عــــــن الحِمى
مُتَوثِّبونَ وكلّهم إصـــــــــــــــــــرارُ
لا يَرْهَبونَ الموتَ حتّى خِـــــــلْتَهمْ
لا يعرفون الموتَ حـــــــين أغاروا
يا أرضَ من أسرى وعرَّجَ مهجتي
تفديك ،يفديــــــــــك الدمُ الفوّارُ
النصرُ آتٍ لا محالةَ فـــــــــــاهْنَئِي
لا الخصمُ باقٍ لا ولا الأســــــوارُ
من تحتِ أنقاضِ الرُكامِ هُنا يــدٌ
قدْ لوّحَتْ أنّا هنــــــــــــــــا ثوّارُ
سنحرّرُ الأقصى ويجمعنا غـدٌ
نصرُ يكُلِّلُهُ الندى والغــــــــــــــارُ
فِي هَذِهِ الأَبْيَاتِ أحكِي لــــوعتي
لَحْنٌ أَنَا وَ قَصَـــــــــائِدِي أَوْتَارُ