كعادتها تنام الشمس في جدَّةْ
وتشرق حين تُشرق في رمال البحر
مُمتدَّةْ
فأرقدُ مثل طفلٍ فوق رجليها
لتلمسَ شَعْرِيَ الخَشْنا
وأحضِنُها طويلاً
هكذا عشنا
كعادتها تنام الشمس في جدة
وتسهر حين تسهر في شواطئها التي
ما زلتُ آتيها
لأخلع ثوب أحزاني
وترقص طفلتي في موجها تيها
وتحمل ساعتي “نورٌ”
أقول لها
من الأمواج هاتيها
كعادتها تنام الشمس في جدّةْ
وتركض حين تركض خلف أطفالي
تلاعبهم
وترشقهم بِرَمْلَةِ رُبْعِها الخالي
ومن تعبي تخلّصني
وتغسل من تراب الحزن صلصالي
كعادتها تنام الشمس في جدّةْ
وتشرق حين تشرق في رمال البحر
ممتدّةْ
ومِبْخرةٌ من الأمواجِ
في كورنيشها تعلو
كمِسكٍ فوق أقران الغزالةِ
شمَّهُ الوَعْلُ
كعادتها تنام الشمس في جدّةْ
وتغرف يا حبيبي من دموع العينْ
لتحضن شمسُها
أوطاننا السمراء
حين من الجراح أتينْ
فتحزن حين نحزن جدَّةُ الدنيا
وتحملنا يدُ النخْلاتِ
في الحالَيْن
كعادتها تنام الشمس في جدة
وتشرق حين تُشرق في رمال البحر
مُمتدَّةْ