شاركها
وَنسجتُ وَجْهَكَ من ندى أحلامي
يا راحلاً في وجنتي وهُيامي
عطّرْتُ من كَفّيْكَ أجنحة المدَى
وزرعتُ في شفة القصيد كلامي
يا سيّدي إنّ المواسِم قد مضتْ
وربيع طقسكَ حافلٌ بمدامي
أرسلتُ نورسةً أساورها ندًى
كي تهتدي الأزْهارُ في الأكمام
ولبِسْتُ خلْخالاً وحُمرةَ صبْوتي
لأراقِص الدمعَ القديمَ الهامي
عادتْ يبشّر بالرّبيع هديلُها
وشتائلُ الزّيتون فوق غمامي
قلتُ اسقني يا جرحُ إنّك مُؤنسي
إنّ القلوب كواكبٌ بظلامِ
يا موجةَ الأسْحار قُدّي مِرْودي
فإذا اكتحلْتُ تجَشّمي أقلامي
سيجيءُ منْ برْقِ الشّمال مسافرٌ
ويهُزّ ألوِيةَ اللَّظَى بِحُسامِ
ظلّي عليهِ سحابةً كي يقْتَفي
أثرَ المواجعِ في دمي وعِظامي
يا مُبْرئَ الرّيْحانِ بيْن دفاتري
لُغتي وأسقامُ الهوى أحلامي
ما شعّ نجْمٌ أو توسّلني دجًى
إلاّ ومزّقتِ الرؤى أعلامي
يا سيّد الحرْفِ الشّجيِّ و يا أنا
نصفي الّذي أدرَكْتُ بعْد سُقَامِ