العشب
قصائد بي جيي (مَعروف كذلك بِبو جيي وبو تشيي)
العشب يَنتشرُ عبر السهلِ
كُلّ سَنَة يَمُوتُ، ثمّ يَزدهرُ ثانيةً
يحترق بنيرانِ المرجِ
لكن لا يتحطم
حين تهب الرياح الربيعية
تعيده للحياة
رائحتُه تَغْزو الطريقَ القديم
يَجتاحُ أخضرُه الزمرّديُ البلدة المتهالكة
مرة أخرى
أَرى صديقَي النبيل يُغادرُ
أَجِدُ نفسي مزدحما بالكامل
بمشاعر الفراق
***
الربيع المتأخر
هان يو
كُلّ النباتاتَ تَعْرفُ
بأنّ الربيعِ سَيَعُودُ قريباً
كُلّ أنواع الأحمرِ والأرجواني
في تنافس حول الجمال
زهرة شجرة الحور وبذور الدردارِ
بلا جمال
فقط يَمْلؤونَ السماءَ بالطيرانِ مثل الثلجِ
***
أسلّي نفسي
لي بي
بمُوَاجَهَة نبيذي لم ارَ الغسقَ
الأزهارُ السَاقِطةُ تمْلأُ طيّات ملابسِي
سكرانأ
أَرتفعُ وأَقتربُ مِنْ القمرِ في الجدولِ
الطيور بعيدة جدا
وقليل من البشر أيضا
***
الشرب وحيدا
دو مو
خارج النافذةِ
ريحٌ وثلجٌ يهبّان مباشرة
أَمْسكُ بالموقد وأَفْتحُ قارورة النبيذ
مثل قارب صيد في المطر
الشراع منخفض
نائم على نهرِ الخريف
***
في ليل ماطر
لي شانجين
تَسْألُني متى سأعود
لا يمكنني تحديد الموعد
في الليل
المطر في تلالِ (با)
يطفحُ البركاتِ الخريفية
متى يمكننا أَنْ نُشذّبَ معا الشمعةَ
بالقرب من النافذةِ الغربيةِ
ونتحدث سوية عن المطرِ
في تلالِ (با) خلال الليل
***
امرأة سماوية مَسْجُونة في القصرِ
لي يو
امرأة سماوية مَسْجُونة في القصر
في تَلِّ (بينجلي)
الكُلّ صامت
وهي تنَامُ في النهار
في حجرتها الملونة
شَعرها اللمّاع ينتشر
مثل غيمة على الوسادةِ
ملابسها المطّرزة تَحْملُ عطرا ساحرا
أَجيءُ سرَّاً
لأعيد وضع صندوق اللؤلؤ
وراء الشاشةَ الفضّيةَ
مسحورة مِنْ حلمِها
وجهها المبتسم يَفِيضُ بالنعمةِ
يحدّقُ بعضنا بالآخر
بالحبِّ اللامتناهي
***
بيت ريفي
مَي ياوتشين
يصيح الديك ثلاث مراتٍ
السماء خفيفة تقريباً
شخص ما يضع صحون الرز
سويّة مع أقداح الشاي
بشوق شديد
يُسرعُ الفلاحون لبَدْء الحِراثَة مبكراً
أَسْحبُ درفةَ الصفصاف جانبا
وأُحدّقُ في نجم الصباحِ
***
كتابة حُزنِي
مَي ياوتشين
أَخذتْ السماءُ زوجتُي
الآن أَخذتْ ابني أيضاً
عيوني لم تجف بعد
قلبي يشتهي الموت فقط
المطر يَسْقطُ ويتغلغل في الأرض
لؤلؤة تغرق في أعماقِ المحيط
أغطس في البحر
يمكنك أن تبحث عن اللؤلؤة
احفر في الأرضِ
يمكنك أَنْ تَرى الماءَ
الناسُ فقط يعودون إلى المصدرِ في الأسفل..
طوال الزمن ، هذا ما نعرفه
أمسك صدري
لمن يمكنني أن أعود اليه؟!
هزيل ، شبح في المرآة
***
الرحيل من وانج وي
مينج هاوران
بهدوء انتظرتُ هنا طويلا
يَومَاً بَعدَ يَومٍ
لكن الآن يَجِبُ أَنْ أَعُودَ
الآن أَذْهبُ للبحث عن العشبِ المعطّر
لَكننِي أَحْزنُ على فراق صديق قديم
مَنْ هناك ليساعدني في الطريق؟
الأصدقاء الحقيقيون قليلون جدا
يَجِبُ أَنْ اتأمل عزلتي فقط
وأغلق مرة أخرى باب بيتي القديم
***
مركب خفيف بالمجاذيفِ القصيرةِ
ويانج كسيو
مركب خفيف بالمجاذيفِ القصيرةِ ـ
البحيرة الغربية رائعة
منحنى لطَيْفٍ في الماءِ الأخضرِ
العشب المعطّر على طول المانع الأرضي
الصوت الخافت للأنابيبِ وللأغنية
يتبعني في كل مكان
بدون ريح
سطح الماء يرقد ناعما كالصقيلِ
لم أُلاحظ عبور المراكب
حركاتٌ صغيرة جداً تحدث موجات
طيور سحرية تنهض من الرمل
وتَرْعى على الضفة
***
أحلم بزوجتي المتوفاه
سو شي
عشْر سَنَواتِ غير محدودةِ الآن
تفصل الأحياء عن الأموات
مَا فكّرتُ بها في أغلب الأحيان
لكنني لا أستطيع النسيان
قبرها الوحيد على بعد ألف (لي)
لا أَستطيعُ أن أقول أين ترقد زوجتي باردة
لن نَستطيع أَن نميز بعضنا من بعض
وان اجتمعنَا ثانيةً
وجهي مغطى تقريبا بالكامل بالغبار
معابدي زُجّتْ بالصقيعِ
في أعماق الليل
حلم مفاجئ يُرجعُني إلى وطنِي
تَجْلسُ أمام نافذة صغيرة
ينظرُ بعضنا إلى بعض
دون أن نتفوه بكلمة
والآن ألف دمعة تتدفق
يَجِبُ أَنْ أَقْبلَ بأنّ عليّ -كُلّ سَنَة-
أن أُفكّرُ بذلك المكانِ المفجعِ
حيث يَسْطعُ القمرَ في الليلِ
وصنوبرات عارية تحرس القبر
***
دراسة
وانج وي
هناك غيمة خفيفة
ورذاذ حول السُرادق
في الساحةِ المُظلمةِ
متعبا
أَفْتحُ البوابة
أَجْلسُ
وأَنْظرُ إلى لونِ الطحلب الأخضر
جاهزا لملابس الناس
***
الشمس والمطر
يي فو
هذا الصباحِ
كان هناك شمسُ ومطرُ
الأرضَ معطّرة
لكن أقدامَي قذرة
بيتي ما بعد حافةِ الغيومِ
يَجِبُ أَنْ يكونَ للأجنبي
قلب سعيد