شاركها
هناكْ ،
أنا قادم يا أبي فٱنتظرني هناكْ ،
لكي نقرأ الفاتحهْ
ونمضي معا في الطريق
إلى آخر المنتهى .
إلى لانهايات هذا السبيل ،
قليل من الوقت يكفي لكي
أستحثّ الخطى
وأعدَّ الحقائبْ .
كتابا عن المتنبي ،
وآخر عن هايدجر ،
وبعض القناني
من عطر مكَّهْ .
فقط لحظة واحدهْ ،
لكي أستعيد جواز السَّفرْ .
وبعض الأغاني التي كنتَ تهوى .
هناكْ
سنحكي كثيرا
عن الشعر والشعراء ،
وحالاتهم
وعاداتهم
وٱنفعالاتهم
وسحر القصيدة حين تخالج عاشقها .
ونُنشد سينية البحتريِّ
عن الوجدِ
والفقدِ
والأمّة الضائعة .
ونذكر كل الحكايا القديمةِ ،
عن حلمنا
وٱنكساراتنا .
وٱرتداد الربيع
خريفا هنا في صحارى العدمْ .
صحراء حقا كما قلتَ لي روح هذي البلاد .
وحين نملٍّ من الخوض
في مثل هذا الكلامْ ،
نعودُ إلينا
لنشربَ كأسا من الشاي أخضرْ ،
تماما كما كان يحلو لنا في الدُّنى .
أنا قادم يا أبي
فٱنتظرني ….. هناكْ