جرَى بدمي لكنَّهُ ليسَ مِن دمي
ويَسكُنُني والطَّرْفُ عن نورِهِ عَمِي
أُكَتِّمُ حُبِّي في عميقِ حُشاشتي
ولكنَّ شِعري ليسَ بالمُتَكَتِّمِ
وأَطمَعُ في وصلٍ ولكن أَخافُهُ
وما خَطويَ الهيَّابُ بالمُتَقَدِّمِ
ويَصدُقُ كِذْبي إذ أُناديه: يا أخي
أخي وأعزُّ الأصدقاءِ ومُلهِمي
حبيبي، أبي الثَّاني الذي إن فقَدتُهُ
أَكُنْ كيتيمٍ ميِّتِ الرُّوحِ مُعدَمِ
هو النَّاسُ والأحياءُ والكونُ كلُّهُ
ومِن دونِهِ الدُّنيا كقبرٍ مُهَدَّمِ
سأَقضِي وأبياتي تَغَنَّت بحُبِّهِ
وأبياتُهُ قُدَّامَ عيني وفي فمي
سأَقضِي معي أهلي ولكن وحيدةً
غريبةَ دارٍ دمعُها في تَرَحُّمِ
تَوَضَّأتُ بالدَّمعِ الزَّكيِّ وغُسِّلَت
ذنوبي بتُربٍ كانَ منهُ تَيَمُّمي
فجئتُكَ في قبري وجئتُكَ في السَّما
بدمعٍ مَشُوقٍ عاشقٍ مُتَبَسِّمِ
فعانَقتَ روحي، في العناقِ تَمازَجَت
بكَ الرُّوحُ حتَّى خِفتُ تُكسَرُ أعظُمي
فقلتَ: نسِيتِ؟ العظمُ في القبرِ راقدٌ
هتَفتُ: نسِيتُ الموتَ بَعدَ تَنَعُّمي
أنا الآنَ أَحيا منذ حانَ لقاؤُنا
وكانَ الرَّدى في البُعدِ عنكَ تَأَلُّمي
ولاحَ لنا نورٌ مِن البُعدِ قادمٌ
فناجَيتَني: صلِّي عليهِ وسلِّمي