(1) أنا الخليجيّةُ التي يمرُّ من بين شَفَتيها خطُّ الإستواءْ وعلى خيطان دَشْداشَتِها تتجمّعُ مراكبُ النواخِذَةْ ولقالقُ البحرْ ونجومُ الصيف المتساقطةْ من حدائِقِ اللهْ… (2) أنا شجرةُ السِدْرِ الدائمةُ الاخضرارْ وفاكهةُ النار والنُحاسْ وزَهرةُ الحُلمِ والنُعاسْ أنا البدويّةُ التي جاءت إليكَ من بحار الصينْ لتتعلّمَ الحبَّ في مدرستكْ فَعَلِّمني… (3) أنا الخليجيّةُ الهاربةُ من كتابِ ألفِ ليلةْ ووصايا القبيلةْ وسُلطةِ الموتى والتي تتحدّى –حين تكونُ مَعَكْ حركةَ التاريخِ، وجاذبيّةَ الأرض، أنا النخلةُ العربيّةُ الأصولْ والمرأةُ الرافضةُ لأنصافِ الحلولْ فباركْ ثورتي… (4) أنا الخليجيّةُ التي نصفُها سَمَكَةْ ونصفُها امرأةْ.. أنا النايُ.. والربابةُ.. والقهوةُ المُرّةْ.. أنا المُهرةُ الشاردةْ التي تكتبُ بحوافرها نشيدَ الحريّةْ. أنا الخنجرُ البحريُّ الأزرقْ الذي لن يستريحَ حتى يقتلَ الخُرافةْ… (5) أنا الخليجيّةُ.. التي تُقاتلُ بأظافرها من أجل أن يكونَ الخبزُ للجميعْ.. والمطرُ للجميعْ.. والحبُّ للجميعْ.. والتي تُقاومُ ملحَ البحرْ وتيّاراتِ الأعماقْ والرجالَ الذين لهم أسنانُ سَمَكِ القرشْ وعيونُ الشرطة السريّةْ… (6) أنا الخليجيّةُ.. المعتّقةُ في خوابي الزَمَنْ أنا السالميّةُ.. أنا الصالحيّةُ.. أنا الشُوَيخُ.. أنا عَدَنْ.. وأنا التي لو شئتني يوماً لكنتُ لكَ الوطنْ… (7) أنا الغجريّةُ التي تحملَكَ في خلاخيلِها وحَلَقِها النحاسيّ الطويلْ وتسافرُ بكَ إلى آخرِ حدودِ الدنيا وإلى آخرِ حدودِ الوَلَهْ.. يا مَنْ يُشعلُ بياضَ الثلجْ.. وذاكرةَ العطورْ.. ويُشعلُ ذاكرتي.. (8) أنا قصيدتُكَ المكتوبةُ بحبر الأنوثةْ أنا عصفورتُكْ أنا جزيرتُكْ أنا كنيستُكْ فاسمعْ أجراسَ حنيني واطرُقِ البابَ عليَّ في أيِّ وقتٍ تريدْ وعلِّقْ على أهدابي أحزانَكْ…