غازي الجمل شاعر أردني، من مواليد 1950 في قطاع غزة، وقد انتقل إلى الأردن رفقة عائلته عام 1954.
درس في مدينة الزرقاء، كل المراحل الدراسية حتى حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1967، وحصل على شهادة الهندسة الميكانيكية من يوغسلافيا، ثم الدبلوم في ذات التخصص عام 1977.
عمل في تخصصه عاما واحدا، وفي سنة 1986 حصل على الماجستير في ذات التخصص، لكن هذه المرة في جامعة اليرموك الأردنية، وفي العام 1989 هاجر إلى الولايات المتحدة، وعمل في التجارة..
وعلى الرغم من طبيعة دراسته العلمية، وعمله بالتجارة، إلا أنه ظل متعلقا بالأدب والشعر، وفيا لهما، وأبدع في كتابة الشعر، والأبحاث، والمقالات، وكان شاعرا ملتزما بقضايا الأمة والوطن؛ جزءًا من رسالة الانتماء لله والوطن..
من أهم قصائده: درة العشاق- 55 بيتًا ، وقصيدة الصلح، 13 بيتاً، وقصيدة رُبى لبنان، 33 بيتاً، وقصيدة ثار القريض، 48 بيتاً، وظلت قصيدته “قف شامخًا” الأهم والأشهر والأبرز بين قصائده، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد الأخرى.
. وفاة الشاعر غازي الجمل توفي الشاعر غازي الجمل في 13 من شهر تشرين الأول لعام 2010، تاركا خلفه مدونة شعرية زاخرة وسيرة وطنية وخلقية قيمة.
ومن قصيدة طويلة في المديح النبوي نقتطع هذه الأبيات:
فاضت عيون الحبّ للعشّاق
فالقلب نار والعيون سواقي
(كل على ليلاه أضناه الهوى)
وأنا الهوى بمحمّد ترياقي
ان مرّ طيف محمد في خاطري
هاجت بحار الحبّ في أعماقي
شوق الى ذكر الحبيب وحوضه
فلتســـقني من كأسه يا ســــاقِ
أنا لو قضيت العمر أبكي أحمدا
ما جفّ زمزم دمعي الدفّاق
أنا في هواه متيّم متطرّف
حدّ الهيام…فما تطيق لحاقي
لمّا عرفت حبيب ربّي المصطفى
صارت صلاتي عدّتي وبراقي
فالله صلى والملائك بادرت
فاهتز كلّ الكون بالأشواق
فالرمل بحر والبحار خميلة
والروض أقلام على أوراق
والموج حبر والشواطئ صفحة
والغيث دمع والسّحاب مآقي
وحفيف أشجار الوجود نشيدة
تشدو مع الأطيار في الآفاق
والكون قلب بالمحبة نابض
شوقا لأحمد…درّة العشّاق
يا ابن الذبيحين الذي ملأ الدّنا
بالذكر… بالنور الكريم الباقي
نسب أطلّ على الوجود مشرّفا
من قمة الأنساب والأعراق
من نسل إبراهيم جدّ الأنبيا
بحر الندى… بالجود والإنفاق
من كسّر الأصنام دون تردّد
ضربا بيمناه على الأعناق
من قام في وجه الطغاة مزمجرا
حتى هوت بالذلّ والإزهاق
ان هبّ آساد العراق على العدا
فأبو النبيّين الكرام عراقي
قاموا لنصر الدين قومة ماجد
فارتدّ كيد الخصم بالإخفاق
قاموا بأسياف الجهاد على العدا
فهووا بدكّ السّوق والأعناق
يا قمة الطهر المصفّى في الدّنا
خير الورى…بمكارم الأخلاق
من نور إسماعيل صادق وعده
صبرا على السكين فوق تراق
بشرى المسيح مصدّقا ومبشّرا
بالرحمة المزجاة بالإغداق
أنت الإمام على الأئمة كلّهم
في ساحة الأقصى بخير رفاق
أخذت عهود الأنبيا بشهادة
من ربّنا…يا صاحب الميثاق
يا صاحب المعراج في جو السّما
صعدا من الأقصى إلى الآفاق
شفتاك بالأذكار طيب عابق
ويداك بحر الجود والإغداق
ولئن سكتّ فحكمة وتأمّل
ولئن نطقت فعقد درّ راقي
ولئن وعدت فأنت أول من وفى
ولئن غضبت فغضبة العملاق
واذا خرجت الى الأنام كأنّما
ملك كريم سار في الأسواق