شاعرة وكاتبة وأكاديمية وباحثة سعودية في القضايا الاجتماعية والسياسية، تعد من الأصوات الشعرية المجددة ورائدة قصيدة النثر في السعودية، ولها إسهامات أدبية وعلمية وكتابات حقوقية.
المولد والنشأة
وُلدت فوزية أبو خالد في الرياض عام 1959 لأب من نجد وأم من أشراف الحجاز، ونشأت بين 11 شقيقا وشقيقة على يد أب مفعم بروح البداوة ومولع بالسفر فكان يصطحبها معه في أسفاره منذ طفولتها، وأم مهتمة بالعلم والقراءة توفر لها الكتب المختلفة وهي تلميذة صغيرة، فساهم ذلك في تكوين شخصيتها الأدبية.
الدراسة والتكوين
بعد أن أنهت دراستها الثانوية بدأت فوزية أبو خالد دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية بـبيروت ثم أكملتها في كلية “لويس أند كلارك” ببورتلاند أوريجن بالولايات المتحدة عام 1981.
حصلت فوزية أبو خالد على شهادة الماجستير من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1984، وكان موضوع رسالتها هو “البعد الاجتماعي لعمل المرأة الزراعي بمنطقة عسير”، ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة عام 2000.
الوظائف والمسؤوليات
دخلت فوزية أبو خالد المجال العملي قبل أن تنهي دراستها الثانوية فعلمت محررة وكاتبة في الصفحة الاجتماعية بجريدة “عكاظ” السعودية، وبعد أن حصلت على البكالوريوس عملت معيدة ومحاضرة في قسم الدراسات الاجتماعية لكلية الآداب بجامعة الملك سعود منذ 1982.
ثم عملت في إدارة الجامعة بقسم الرواتب وشؤون الموظفين وإدارة التطوير الأكاديمي خلال 1987-1997.
ومنذ عام 2001 عملت فوزية أبو خالد عضوا في هيئة التدريس بقسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، بالإضافة إلى مشاركتها كمستشارة في الأمم المتحدة، وممارستها التدريس في جامعة بورتلاند الحكومية 2009، وعضويتها في أكثر من 13 جمعية حكومية وأهلية.
التجربة الشعرية والأدبية
بدأت فوزية أبو خالد كتابة الشعر وهي لمّا تتجاوز الرابعة عشرة، وأصدرت أول دواوينها عام 1975 تحت عنوان “إلى متى يختطفونك ليلة العرس”، لكن تجربتها في كتابة القصيدة النثرية في ثمانينيات القرن العشرين تعرضت لنقد قاس صاحبه جدل كبير، لكنها أرجعت ذلك إلى “جرأتها على تقديم لغة مجددة وطرح مضامين فكرية جديدة وتبني مواقف مستقلة وحرة”.
تتميز فوزية أبو خالد بأسلوبها الخاص، فهي التي تقول:
كنت أنتظر أن أجد في تركتك بذرة من جنان عدن
أغرسها في قلبي الذي هجرته المواسم
لكنني
وجدت سيفا بلا غمد منقوشا عليه اسم طفل مجهول
وحتى لا أضيعه تفتحت كل مسامي أغمدة دافئة له
قال عنها الناقد السعودي عبد الله الغذامي في حوار صحفي: “فوزية أبو خالد صاحبة كتابة شعرية مذهلة جدا.. وقد قدمت صيغة أدبية مختلفة نوعيا”.
ويظهر هذا النوع من الكتابة الشعرية جليا في “قصيدة النساء”:
أيُّ فردوسٍ انسَلَّ منه النساء
وسكبنَ السَّرابَ
على..
سُبات السابلة؟
نُهرِّب ماءَ السماء في سواد المساء
نُقطّر شمساً نحاسيّةً على شحوبِ الصحراء
نشكّ الأصابعَ بماسِ العسيب.
على مستوى الكتابة الصحفية، كان لفوزية أبو خالد عمود يومي في جريدة “عكاظ” وهي طالبة في المرحلة المتوسطة، وكتبت في عدد من الصحف السعودية مثل “اليمامة” و”اليوم” و”الجزيرة”، وفي عام 1982 أصدرت “قراءة في السر للصمت العربي/ أشهد الوطن”.
ولها إصدارات أدبية للأطفال، ففي عام 1990-1991 أصدرت كتب قصص للأطفال منها “طيارات الورق” و”طفلة تحب الأسئلة”.
وفي عام 1995 أصدرت ديوان “ماء السراب” ثم توالت دواوين “مرثية الماء” و”شجن الجماد” و”تمرد عذري”. وصدر لها في 2014 المجلد الأول من الأعمال الشعرية الكاملة وتضمن عملا شعريا جديدا بعنوان ملمس الرائحة.
كما أصدرت عدة كتب في الشأن الاجتماعي أهمها كتاب “للأطفال أجنحة.. قراءة تحليلية للمحات من واقع الطفولة من منظور علم اجتماع الطفولة” الصادر في عام 2004. وألفت تسجيلا تحليليا للحركة الثقافية الحديثة بالسعودية بعنوان “سيرة ذاتية لتيار جماعي”.
وشاركت في تحكيم عدد من المسابقات الأدبية الخاصة بأدب الطفل بمكتب التربية العربي خلال 1996-2007، كما شاركت في تحكيم أعمال إبداعية لنشر إصدارات شعر الشباب. وتُرجم عدد من أعمالها الشعرية إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
الجوائز والأوسمة
حصلت فوزية أبو خالد على جائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية عام 2007 لريادتها في الشعر الحديث على المستوى السعودي. وكرمتها “مؤسسة عبد المقصود خوجة الثقافية عام 2008″، كما نالت تكريما عربيا لريادتها في قصيدة النثر بالسعودية والخليج من التجمع الشعري للشباب واتحاد الكتاب العرب عام 2010.