معركة أدبية تسببت فيها “رواية هوارية” بين الأوساط الجزائرية وتباين مواقف رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول آخر إنتاج أدبي للكاتبة والمترجمة إنعام بيوض، والذي توج مؤخرا بجائزة “آسيا جبار”، التي تنظمها وترعاها وزارة الثقافة الجزائرية.
وانطلقت “المعركة الأدبية” حول الرواية بعد إعلان فوز صاحبتها بالرتبة الأولى في النسخة السابعة من جائزة “آسيا جبار”، وانتقد العديد من النشطاء أعضاء لجنة التقييم بالنظر إلى ما اعتبروها “كلمات بذيئة” و”ألفاظا منحطة” وظفتها الروائية إنعام بيوض في أحداث وفصول قصة امرأة من مدينة وهران.
وقالت كاتبة الرواية بيوض، إنها أرادت من خلال رواية “هوارية” أن “تنقل صورة وواقع الناس البسطاء الذين لا يملكون هوية وتعطيهم وجودا”.
وأكدت بيوض أنها “اختارت مدينة وهران، غرب البلاد، حتى تنقل صورة مبهجة عنها في السنوات التي سبقت العشرية السوداء”.
من هي إنعام بيوض؟
أكاديمية ومترجمة وروائية وشاعرة جزائرية، اشتغلت بتدريس الترجمة، لأكثر من عشرين سنة في الجامعات الجزائرية، ومن أشهر إصداراتها في الترجمة الأدبية: “مشاكل وحلول” (2003)، وروايتها: “السمك لا يبالي” (2003)، وديوانها “رسائل لم ترسل” (2003).
عينت إنعام عضوا في المجلس الاستشاري لتقرير المعرفة التابع لبرنامج الأمم المتحدة، وتشغل حاليا منصب مدير عام للمعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، التابع لجامعة الدول العربية.
وهاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي اللغة والمفردات التي استعملتها الروائية أثناء تناولها لبعض المواضيع المتعلقة بـ”الجنس”، وهو الأمر الذي أثار جدلا كبيرا بين منتقد لما تضمنته الرواية، وآخرين اعتبروا العمل “نوعا من الحرية الفكرية المتاحة للمفكرين والأدباء”.
إغلاق دار النشر
ومن ناحية أخرى أعلنت دار ميم للنشر، الثلاثاء، عن توقف نشاطها بشكل نهائي على خلفية حملة الانتقادات الواسعة التي طالت الرواية، وقالت في بيان عبر صفحتها بموقع فيسبوك: “مضت سنوات من المعافرة، على حلوها ومرّها، حاولت فيها دار ميم للنشر، أن تقدم للجزائر، للمثقف، للقارئ، للكاتب، للمشهد ولصناعة الكتاب عملا ذا قيمة فنية جمالية ومعرفية، أصابت وأخطأت ككل مجتهد، ولكنها قدمت صورة طيبة للبلاد في كل المحافل، كما يعلم الجميع، لم تطمع في أكثر من ذلك، الحرص على المعنى وجدوى أن تكون في مكان وتعطي وقتك ومالك وانتباهك له.. ولكن لا جدوى ولا معنى من محاربة العبث”.
وأضافت: “نعلن في هذا اليوم 16/07/24 انسحابنا من النشر، تاركين الجمل بما حمل كما فعلنا دوما. نعلن أن ميم أغلقت أبوابها منذ اللحظة في وجه الريح، وفي وجه النار.. لم نكن إلا دعاة سلم ومحبة ولم نسع لغير نشر ذلك”.