سلامٌ لأمّي
وأمّي سلالةُ آلهةٍ بابليّةْ
هي الموناليزا
ومريمُ لو خرجتْ من إطارٍ
على لحنِ ترتيلةٍ كنسيّةْ.
وأمّي امتحانُ الجمال العفيفِ
ليبقى على الأرض روحاً نقيّةْ.
أعاتب نفسي
كثيرٌ كثيرٌ عتابي
وأشهدُ، قد كنتُ بنتاً شقيّةْ
أُسَرُّ إذا ما مرضتُ وأسعى لأمرضَ
كي تتعذّبَ أمّي ولو من عذابي
وحين كبرتُ وأعرفها تكره اللهوَ
صارَ حديثُ الهوى متعتي في شبابي
أُكَلِّمُ أولاد حارتنا
ولو عن كتابِ
ليبلغَ ذلك أمي، فتقسو عليَّ
وأسخرُ مما يسمّى وفاءً
بقدرِ معاناة أمّي الوفيّةْ
تعيشُ بذكرى أبي ميّتاً مثل هنديّةٍ وثنيّةْ
فأمّي القيودُ، ورجعيّةُ العصرِ
والقهرُ والقمعُ والقبليّةْ.
وها صرتُ أمّاً لأمٍّ
وأمّي امتدادُ الشرائع فيَّ
فأمّي التي حملتني شهوراً
وأحملها كلَّ عمري استحالت ضميري
إذا ما تَويتُ تَغِلُّ يديَّ
فأستغفرُ الله من سوء نيَّةْ
سلامٌ لأمّي التي علَّمتني بقسوتها
كيف أمشي على الشوكِ
أو أتمدّدُ فوق المسامير
قادرةً
لا ضحيَّةْ.