يفاجئني الذي اكتشفت: أنت
في نفسي حللت!
في صوتي المرتج بعض صوتك القديم
في سحنتي بقية من حزنك المنسل
في ملامحك
وفي خفوت نبرتي إذا انطفأت ألمح
انكساراتك
وأنت..
عازفا حينا،
وحينا مقبلا
وراضيا، تأخذني في بردك الحميم
أو عاتبا مغاضبا
فأنت في الحالين، لن تصدني..
وتستخير الله، أنت تكون قد عدلت!
يفاجئني أنك لم تزل معي
وأنت شاخص في وقفتي الصماء،
والتفاتاتي
أرقبني فيك،
وأستدير باحثا لدي عنك
تحوطني، فأتكئ
تمسك بي، إذا انخلعت
تردني لوجهتي
مقتحما كآبة الليل المقيم
الآن، عندما اختلطنا
صرت واحدا،
وصرت اثنين،
عدت واحدا،
عنك انفصلت، واتصلت
لم أدر كم شجوك النبيل قد حملت
أضفته لغربتي
ومن إبائك الذي يطاول الزمان..
كم نهلت
فاكتملت معرفتي
واتسعت أحزان قلبي اليتيم
بالرغم من أبوتك
وأنت ناصحي المجرب الحكيم
لم تنجني من شقوتك!
***
أبي تراك في مكانك الأثير مانحي
سكينتك
وقد فرغت من رغائب الحياة
فانسكبت شيخوختك
على مدارج الصفاء والرضا
وصار قوس الدائرة
أقرب ما يكون لاكتمالها الفريد
هأنذا ألوذ بك
أنا المحارب الذي عرفته، المفتون
بالنزال
وابنك..
حينما يفاخر الآباء، بالبنوة الرجال
منكسرا أعدو إليك
أشكو سراب رحلتي
وغربتي
ووحدتي
محتميا بما لديك من أبوتي
ولم يزل في صدرك الرحيب متسع
وفي نفاذ الضوء من بصيرتك
جلاء ظلمتي وكربتي
فامدد يدك الذي قد غاله الطريق
واخترقت سهامه صميمه.. فلم يقع
لكنه أتاك نازفا مضرجا
دماؤه تقوده إليك
زندبة في جبهتك
وصرخة مكتومة يطلقها.. إذا امقتع
هذا ابنك القديم،
وابنك الجديد..
يبحث فيك عن زمانه،
وحلمه البعيد
فافتح له خزانتك!