شاركها
من أقسى ما جاء في الأدب الإسباني..
لم أسامح أخي التوأم الذي هجرني لستِ دقائق في بطنِ أمي، وتركني هناك وحيداً، مذعوراً في الظلام، عائماً كرائد فضاءٍ في بطنها، مستمعاً الى القبلات تنهمر عليه من الجانب الآخر..
كانت تلك أطول ست دقائق في حياتي، وهي التي حددت في النهاية أنّ أخي سيكون البِكر والمفضل لأمي..
منذ ذلك الحين صرت أسبق أخي في كل الأماكن: في الغرفة، في البيت، في المدرسة، في السينما؛ مع أن ذلك كان يكلفني مشاهدة نهاية الفيلم مبكرا..
وفي يومٍ من الأيام انشغلت ولم أنتبه؛ فخرج أخي قبلي إلى الشارع، وبينما كان ينظر إلي بابتسامته الوديعة، صدمته سيارة.. أتذكر أن والدتي، لدى سماعها صوتَ الضربة؛ ركضت مارّة من أمامي.. ذراعاها كانتا ممدودتين نحو جثة أخي، لكنها تصرخُ باسمي، وحتى هذهِ اللحظة لم أصحح لها خطأها مطلقا..
“مت أنا وعاش أخي”