عن الترجمة الإنجليزية لـ “جون ميدلتون موراي”
حرر الترجمة: محمود النجار
في ليلة من ليالي الخريف المظلمة، جال المصرفي العجوز في مكتبه، من ركن إلى ركن، وعقله يسترجع تفاصيل الحفل الذي أقامه، في ليلة تشبه هذه الليلة، منذ 15 عامًا. ضم الحفل مثقفين كُثُر وأحاديث شيقة أكثر. وكانت مسألة عقوبة الإعدام من ضمن تلك الأحاديث. عارض المدعوون الذين كان من بينهم عدد لا بأس به من الباحثين والصحفيين- فكرة عقوبة الإعدام؛ فهي وسيلة عتيقة وغير أخلاقية ولا تلائم دولة مسيحية، في رأيهم. وقال بعضهم إنه يجب على العالم بأجمعه أن يستبدل عقوبة الإعدام بالسجن مدى الحياة.
قال صاحب الحفل:
– أنا لا أوافقكم الرأي. بالطبع أنا لم أجرب عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة، لكن إذا اضطر المرء أن يحكم ببديهته، ففي رأيي أن عقوبة الإعدام أكثر أخلاقية وإنسانية من السجن مدى الحياة.. الإعدام يقتل مباشرة، بينما السجن مدى الحياة كالسم الذي ينتشر ببطء. فأي الجلادين أكثر إنسانية؟ ذلك الذي يقتل في بضع لحظات، أم ذلك الذي يمتص منك الحياة بلا توقف لسنوات؟!
كان هناك من ضمن الحضور محام شاب، يبلغ نحو خمسة وعشرين عاما، والذي قال عند سماعه لهذا الرأي:
– إن عقوبتي الإعدام و السجن مدى الحياة يتسمان بذات القدر من اللاأخلاقية؛ لكن لو كان بيدي الاختيار بينهما، لاخترت الأخير. فنصف حياة أفضل من لا حياة على الإطلاق.
تلا هذا الرأي نقاش قوي، و فجأة فقد المصرفي، الذي كان حينها أكثر يفاعةً وعصبية صوابه، وضرب بقبضته على الطاولة وهو يصيح في المحامي:
– هذا كذب! أراهن بمليونين من الجنيهات أنك لن تستطيع أن تصمد في زنزانة ولو لخمس سنوات!
فأجابه المحامي:
لو أنك جاد في كلامك، فأنا مستعد للرهان أنني سأصمد لخمسة عشر عامًا وليس خمسة فقط!
صاح المصرفي:
– خمسة عشر! وهو كذلك! ياسادة، أنا أراهن بمليونين.
فجاء رد المحامي:
– أوافق. أنت تراهن بمليونين وأنا أراهن بحريتي!
وهكذا، بالفعل تم هذا الرهان الطائش العجيب. شعر المصرفي، الذي كان حينها طائشًا، مدللًا يملك من الملايين ما لا يعد ولا يحصى، بالنشوة تسري في عروقه، فقال للمحامي أثناء العشاء ممازحًا:
– عد لرشدك، أيها الفرس الأغبر، قبل أن يفوت الأوان؛ فمليونان لا يعنيان شيئًا بالنسبة لي، لكنْ ثلاث أو أربع من أفضل سنوات عمرك خسارة فادحة بكل تأكيد. وأقول ثلاث سنوات أو أربع؛ لأنك لن تصمد يومًا أكثر من هذا. وأريدك أن تتذكر، أيها التعس، أن قضاء هذه العقوبة طواعية أصعب من تنفيذها قسريًا. ففكرة أنك تملك حق تحرير نفسك في أي وقت، ستسمم كل لحظة تقضيها داخل زنزانتك. كم أشفق بك!
و الآن، هاهو المصرفي يجول من ركن إلى ركن، وهو يسترجع هذا المشهد و يتساءل:
– لماذا اقترحت هذا الرهان؟ ما الفائدة؟ خسر المحامي خمس عشرة عامًا من حياته، وأنا ألقيت مليونين في الهواء. ولكن، هل سيدفع هذا الناس للإيمان بأن عقوبة الإعدام أسوأ من السجن أو العكس؟ كلا بالطبع؛ مجرد هراء. كانت مجرد نزوة من رجل ممتلئ الجيب، ومحامٍ متعطش للمال.
و استطرد عقله في تذكر ما حدث بعد تلك الليلة في الحفل؛ قرروا أن يخضع المحامي للسجن المشدد في جناح ملحق بحديقة منزل المصرفي. وكانت الشروط خلال المدة المتفق عليها كالتالي:
«ممنوع أن يعبر عتبة الباب ليرى البشر، أو يسمع صوتهم، أو يتلقى خطابًا، أو يقرأ صحيفة.
مسموح أن يحتفظ بآلة موسيقية، أو يقرأ كتابًا، أو يكتب خطابًا، أو يشرب النبيذ، أو يدخن التبغ».
وفقًا لهذه الاتفاقية، كانت الطريق الوحيد المسموح للتواصل مع العالم الخارجي هو الصمت. فكلما احتاج لشئ ضروري بأي كمية كالكتب، أو الموسيقا، أو النبيذ، ألقى رسالة عبر نافذة صغيرة صممت خصيصًا لهذا الشأن. شملت الاتفاقية أدق التفاصيل و أصغرها، مما جعل الحبس منعزلًا و صارمًا تمامًا. وألزمت المحامي بالبقاء خمسة عشر عامًا، منذ الساعة الثانية عشرة في الرابع عشر من نوفمبر عام 1870، إلى الساعة الثانية عشرة في الرابع عشر من نوفمبر عام 1885.. وأصغر محاولة للمحامي لخرق أيًا من هذه القواعد، أو للهرب حتى ولو لدقيقتين قبل الوقت الذي حدده المصرفي، كانت كفيلة بإعفاء المصرفي من دفع المبلغ.
في السنة الأولى من المدة، كانت الخطابات القصيرة للمحامي تشي بما يعانيه من الوحدة والملل. لم ينقطع صوت البيانو المنبعث من جناحة ليلًا ولا نهارًا. رفض النبيذ والتبغ، معللًا السبب بـ “أن النبيذ يحرر الغرائز، والغرائز هي العدو اللدود للسجين. كما أنه ليس هناك أكثر مللًا من شرب كأس من النبيذ الطيب بلا شريك. أما التبغ فهو يسمم الهواء في الغرفة”.
تلقى المحامي في هذه الفترة كتبًا خفيفة، روايات تتحدث عن قصص حب معقدة، وقصص الجريمة والخيال، وقصص الكوميديا، وهكذا.
في السنة الثانية، انقطع صوت البيانو. وانحصر طلب المحامي في الكتب الكلاسيكية فقط. وفي السنة الخامسة، عادت الموسيقا مجددًا. وطلب المحامي النبيذ. وقال الذين شاهدوه خلال هذه السنة إن كل ما كان يفعله هو الأكل والشرب، والاستلقاء على سريره. كان يتثاءب كثيرًا، ويتحدث مع نفسه بغضب. توقف عن القراءة، لكن في بعض الليالي، كان يجلس للكتابة و ينهمك فيها لوقت طويل، ثم يمزق ما كتبه في الصباح أكثر من مرة، كان يصلهم صوته وهو ينتحب.
في النصف الثاني من السنة السادسة، بدأ السجين في دراسة اللغات والفلسفة والتاريخ بحماس؛ فأخذ يلتهم هذه المواد بنهم شديد، حتى أصبح من العسير على المصرفي أن يجد وقتًا يجلب فيه المزيد من الكتب له. وفي غضون أربع سنوات، أُحضر ستمائة مجلد بناءً على أوامره. وفي خضم هذا الشغف، تلقى المصرفي من السجين هذا الخطاب:
«سجَاني العزيز،
أكتب إليك هذه السطور في ست لغات. أعرضهم على الخبراء ليقرؤوها إذا لم يجدوا خطأ واحدًا، فأتوسل إليك أن تطلق رصاصة في الحديقة؛ فصوت الرصاصة سيخبرني أن مجهوداتي لم تذهب هباء. تحدث العباقرة في كل زمان ومكان بلغات مختلفة، وفي داخل كل منهم استعرت نيران الفضول.. يا إلهي! لو أنك تعرف مدى سعادتي بقدرتي على فهمهم الآن!
وبالفعل تحققت رغبة السجين، و أمر المصرفي بإطلاق رصاصتين في سماء الحديقة.
بعد ذلك، تحديدًا في السنة التاسعة، جلس المحامي على طاولته بلا حراك، يقرأ العهد الجديد. تعجب المصرفي أن يقضي الرجل، الذي تفكّر في ستمائة مجلد معرفي في أربع سنوات، ما يقرب من العام في قراءة كتاب واحد سهل الفهم، بسيط المعاني. بعدها استُبدل العهد الجديد بتاريخ الأديان وعلم اللاهوت.
اتسمت قراءات السجين في أخر عامين من المدة بالغزارة و العشوائية. لكن الآن انحصرت في العلوم الطبيعية، وبعدها بدأ في قراءة أعمال (بايرون) و(شكسبير). وتلقوا منه في الوقت نفسه رسالة يطلب فيها كتابًا في الكيمياء، وآخر في الطب، ورواية، وبعض الدراسات في الفلسفة وعلم الأديان. كان يقرأ كمن يسبح بين حطام سفينة، ويهرع ليجمع أجزاءها واحدة تلو الأخرى؛ فينجو بحياته.
جال هذا كله في خاطر المصرفي، ثم فكر:
– غدًا عند الساعة الثانية عشر، سيستعيد حريته. يجب أن أعطيه المليونين بموجب الاتفاقية. لكن حينها سأفقد كل شئ. ستكون هذه نهايتي…
قبل خمسة عشر عامًا كانت الملايين في خزانته لا تعد، لكن الآن فهو لا يجرؤ أن يسأل نفسه أيهما يملك أكثر المال أم الدَين؛ فالمقامرة في سوق الأسهم، والمجازفات، والطيش الذي لم يزل يلازمه حتى مع كِبَر سنه.. أرسلوا تجارته إلى القبر. وتحول رجل الأعمال الواثق المغرور، الذي لايهاب شيئًا إلى مصرفي عادي ترتعد فرائصه مع كل صعود وهبوط للسوق.
أمسك العجوز رأسه بيده وهو يغمغم:
– هذا الرهان الملعون! لماذا لم يمُت هذا الرجل؟ كلا، كيف يموت وهو لا يزال في الأربعين من عمره؟ سيأخذ آخر ما أملك ويتزوج، ويتمتع، ويقامر في سوق الأسهم، أما أنا فسأبدو كشحاذ حقود وسيكرر الكلام نفسه على مسامعي كل يوم: “أنا مدين لك بسعادتي مدى الحياة. دعني أساعدك”. كلا، هذا مستحيل! المفر الوحيد من الإفلاس والفضيحة هو موت هذا الرجل.
أنصت المصرفي إلى دقات الساعة الثالثة. كان جميع من بالبيت نيام، ولا يوجد ما يقطع الصمت سوى حفيف الأشجار المتجمدة القادم من النوافذ. تسلل إلى أطراف أصابعه متجهًا إلى خزانته ليأخذ مفتاح الباب الموصد منذ خمسة عشر عامًا ويضعه في جيب معطفه. ثم خرج من المنزل إلى الحديقة الباردة الغارقة في الظلام. انهمر المطر محدثًا رياحًا رطبة تعوي في الحديقة وتحرك الشجر بلا توقف. لم يستطع المصرفي رؤية الأرض، أو التمثال الأبيض، أو الجناح، أو الشجر رغم تدقيقه النظر. نادى الحارس مرتين بمجرد وصوله إلى جناح الحديقة، لكنه لم يتلق إجابة. فمن الواضح أن الحارس يحتمي من هذا الطقس المريع، وهو على الأغلب يغط في نوم عميق في مكان ما بالمطبخ، أو المشتل.
ففكر العجوز:
– لو استجمعت شجاعتي لأنفذ ما أنوي فستشير أصابع الإتهام إلى الحارس.
التمس الطريق المظلم نحو الباب ودلف إلى ممر الجناح. قاده الطريق إلى ممر ضيق، فأوقد عود ثقاب. لم يوجد أثر لمخلوق واحد. هناك سرير يملكه أحدهم، لكن لا أثر لثياب نوم عليه؛ ولاح موقد حديدي في الركن المظلم. كانت الأقفال على الباب المؤدي إلى غرفة السجين سليمة.
انطفأ عود الثقاب، فألقى العجوز نظرة على النافذة وهو يرتجف من القلق.
كانت هناك شمعة تنشر ضوءها الخافت في غرفة السجين. أما السجين، فجلس على مكتبه وحيدًا. لم يظهر منه سوى ظهره، وشعره، ويديه. وتناثرت الكتب المفتوحة على الطاولة، والكرسيين، و البساط من حوله.
مرت خمس دقائق ولم يحرك السجين ساكنًا. خمسة عشر عامًا في هذا المعزل كانت كفيلة بتدريبه أن يجلس بلا حراك.. نقر المصرفي بإصبعه على النافذة، لكنه لم يتلق رد فعل من السجين، ثم أزال الأقفال من على الباب بحرص، ودس المفتاح في القفل الصدئ، فتأوه بخشونة ثم انفتح الباب مُصدرًا صريرًا. توقع المصرفي أن يسمع صرخة فرح أو صوت خطوات، لكن ما حدث كان مرور ثلاث دقائق كاملة والمكان لا يزال غارقًا في الصمت. فقرر أن يدخل الغرفة.
أمام الطاولة استقر رجل لا يشبه البشر في شيء. كان أشبه بهيكل عظمي يلتصق به جلد، له شعر مجعد طويل كالنساء، ولحية شعثاء، ووجه اكتسى بلون أصفر كلون الأرض، ووجنتين غائرتين، وظهر طويل ضئيل، وقد أسند رأسه الأشعث على يدين رفيعتين بشكل يثير الشفقة. بالفعل بدأ الشيب يتسلل إلى شعره. إذا نظر أحد إلى وجهه المكتسي بالهزال والعَجَز لن يصدق مطلقا أنه رجل في عقده الرابع. استقرت ورقة صغيرة على الطاولة أمام رأسه المنحني، وقد كُتب عليها شيء بخط صغير.
فكر المصرفي:
– شيطان مسكين. إنه يحلم بملاييني الآن، على الأغلب. كل ما عليَّ فعله هو إلقاء هذا الشيء نصف الميت على السرير، ثم أخنقه بالوسادة لدقيقة، ولن تجد أدق الفحوص أثرًا لسبب غير طبيعي للوفاة. ولكن، لأقرأ أولًا ما كتبه هنا.
تناول المصرفي الورقة وشرع في قراءة ما فيها:
“غدًا، بحلول الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، سأحصل على حريتي وحقي في الانغماس مع البشر، لكن قبل أن أغادر هذه الغرفة، وأرى الشمس مجددًا، يجب علي أن أُقول لكم بعض الكلمات: “أقر أمام الله الذي يراني، وأنا في كامل قواي العقلية، أنني أحتقر الحرية، والحياة، والصحة، وكل ما تنعته كتبكم بخيرات الحياة”…
“قرأت بدأب عن الحياة الدنيا لمدة خمسة عشر عامًا. أعلم أنني لم أشهد الدنيا، أو البشر، لكني ارتشفت النبيذ العطر، غنيت الأغنيات، واصطدت الغزلان والخنازير البرية في كتبكم. أحببت النساء… وزارتني في المساء نساء فاتنات كالسحب، خلَق سحرهن قلم شعرائكم العباقرة، ليهمسوا في أذني أروع الحكايات، التي أسكرتني.. تسلقت في كتبكم قمم جبال (بروس) و (مونت بلانك) لأشاهد شروق الشمس صباحًا؛ ثم يعقبها الليل وهو يغمر السماء، والمحيط، ويكسو حواف الجبل باللون الأرجواني. رأيت من فوق تلك القمة البرق وهو يضرب ويشق السحب. رأيت الغابات الخضراء، والحقول، والأنهار، والبحيرات، والبلدان. سمعت غناء الحوريات، وعزف المزامير. لامست أجنحة الملائكة الجميلة التي جاءت لتحدثني عن الرب… في كتبكم غرقت حتى أذني في هاويات، ومعجزات، و مدن محترقة. بشرت بديانات جديدة، وغزوت بلاد بأكملها”…
“منحتني كتبكم الحكمة. كل ما يعرفه البشر الكسالي عما حدث عبر القرون، مخزون في ركن صغير داخل جمجمتي. أعلم أنني أذكى منكم جميعًا… أنا أحتقر كتبكم، وأحتقر الحكمة وكل خيرات الحياة . كل شيء خاو، وهش، وخيالي، ومضلل كالسراب. بإمكانكم أن تتمتعوا بالإباء، والحكمة، والجمال، ثم يأتي الموت في لحظة ليمحوكم عن وجه الأرض كالجرذان. وتندثر ذريتكم، وتاريخكم، وعباقرتكم المخلدون كالتراب في جوف الأرض”…
“أنتم مخبولون، وضالون؛ ترون الخطأ صوابا، والقبح جمالا.. يمكن أن يندهش المرء إذا أنبتت أشجار التفاح والبرتقال ضفادع، وسحالي بدلًا من الفاكهة؛ أو لو أن الزهور أصبحت تستنشق رائحة الخيول الكريهة. لكن، أيدهشني من استبدل الجنة بالدنيا مثلكم؟ أنا لا أريد أن أفهمكم”…
“سأثبت لكم بالقول والفعل ازدرائي لذلك الشيء الذي يبقيكم أحياء؛ إني أتنازل عن المليونين اللذين ظننتهما النعيم يومًا، والآن أزدريهما. حتى إنني أفكر في أن أسلب نفسي الحق فيهما، وأغادر غرفتي قبل الميعاد المتفق عليه، وبالتالي أخالف الاتفاقية”…
ما إن أنتهى المصرفي من القراءة حتى وضع الورقة على طاولة، ثم قبل رأس الرجل الغريب وبدأ ينتحب وهو يشق طريقه خارج الجناح. لم يحدث أبدًا أن شَعَر بهذا القدر من الازدراء لذاته كما يشعر الآن، حتى عندما خسر خسارته الفادحة في سوق الأسهم. وصل إلى منزله، واستلقى على سريره، لكن القلق والدموع أبعدا النوم عن جفونه لوقت طويل…
هرع الحارس المسكين إليه صباحًا ليخبره أنهم رأوا الرجل الذي يسكن الجناح وهو يتسلل إلى الحديقة عبر النافذة، ثم اتجه إلى البوابة واختفى عن ناظريهم. ذهب المصرفي في الحال مع خادمه إلى الجناح ليتأكد من هروب سجينه. وليتفادى الشائعات غير الضرورية، التقط ورقة التنازل من على الطاولة، وعند عودته إلى المنزل أخفاها داخل خزانته.