هي من أساور غيمةٍ جاءت
ومن بوح السواقي الحالماتِ..
ومن هديلِ حمامةٍ عند السَّحَرْ
(سابين) أجملُ طفلةٍ..
هامت على أهدابها الأحلامُ والأنغامُ في ضوء القمرْ
قمرٌ على الشرفات يشرب قهوةً
عطرٌ تَسَرّبَ من ضفائرها يعمُّ الكائناتْ
وحروفُ موّالٍ بصبحٍ من صباحات الربيعِ..
مضتْ تُغنّيهِ الرُّعاةْ
أسطورةٌ من عبقرٍ
هامت بليل شاعريٍّ
شفَّ شاعرَهُ المسافرَ في متاهاتِ الحياةْ
وغمامُ بسمةِ ثغرها يروي الحقولَ الظامئاتْ
تتلاطمُ الأمواجُ شوقاً
كلما أقدامُها سارت على الشطآنِ..
هائمةً ببحرٍ.. لا انتهاءَ له من الفكرِ النقيِّ
يموجُ مرسوماً على تلك العيون الباسماتْ
أنثى من الأحلامِ
في ليلِ القصائدِ والقوافي الخالداتْ
إنْ أقبلتْ ينسابُ نهرٌ
من صباحاتِ الشموسِ المُشرِقاتْ
هي غيمةٌ بيضاءُ
تزهرُ في دمي قمراً
إذا جَفّتْ قصائدُ خافقي يوماً
وخاصمَني الغرامْ
هي من جبال الضوء آتيةٌ
تعيد لقلبيَ المسحوقِ بعداً آخراً..
في ظلِّ ما تلدُ القصائدْ من وئامْ
هي من حكاياتِ السنابلِ قصةٌ أخرى
ترددُها المواسمُ والبيادرُ والحمامْ
هي وهجُ قنديلٍ.. وبوحٌ شاعريٌّ
من قناديلِ الطفولةِ والبراءةِ والسلامْ
ركضتْ بغاباتي كمثلِ غزالةٍ
عصفورةٌ تشدو على سفحِ الفؤادْ
هي ما تَسامى من شموخِ أصالةٍ..
عُرِفَتْ بها تلكَ القبيلةَ
هي أجملُ الأزهارِ في تلك الخميلةْ
هي نكهةٌ للدفءِ..
حين يزمجرُ البردُ المقيمُ على ضفاف الحرفِ
في وطنِ الجمالْ
هي كلما ابتسمتْ إلى الآفاق تولدُ نجمةٌ
وكمثلِ زنبقةٍ
مضتْ في الليل تسرقُ كلَّ أسرارِ النجومِ
وخفقةِ النجوى..
لترميها بشاطئ ذلك البحرِ المسافرِ في الخيالْ
بستانٌ تفاحٍ ورمانٍ..
وداليةٌ تدلّتْ من ضفائرها عناقيدٌ
تَرشُّ على الشواطئ من نبيذِ الروح فكراً
كلما هامتْ على تلك الرمالْ
نسيَتْ بعينيها الفضاءاتُ الرحيبةُ كلَّ ما فيها من الأشعارِ..
في حلم مسائيٍّ..
ولما شاهدتْها في صباحٍ ماطرٍ جُنَّتْ
وغارتْ من ملامحها الكواكبُ في الفضاءْ
كلماتُها تغدو بلون ضفائرِ الأشجارِ
ذاك الثغرُ مبتسمٌ
ونبعُ براءةٍ
ينسابُ من مُقَلِ الصفاءْ
هي كلُّ ما تروي طقوسُ الشرقِ..
في سفرِ الأصالةِ والبراءةِ والذكاءْ
اليومَ تدخلُ عالَماً..
يمشي بأمرتِهِ الذين يشاهدون النجمةَ الأحلى
إذا جاء المساءْ
هو عيدُ ميلادٍ لأجملِ طفلةٍ
وصبيّةٍ
وأميرةٍ
سابينُ.. يا سابينُ
ترعاكِ السماءْ