ألا ترى بأني تعودتُ أن أسامر طيفك، الذي يُطل علي من هذا البياض؟، فأحاول
رسم ملامحك بحبر الروح..
أنا هنا.. مثل جندي يحاول حمل بندقيته والانطلاق نحو المجهول، الفرق بيننا.. أنه
يحمل الرصاص في جيبه، لكني لا أملك غير بعض اعترافات وضعتها بين ثنايا
العمر وأنا أسرع نحوك.
أحوِّل العبارات إلى زورق من ورْق، أحمل فيه الليل بكل سحره وحزنه..
أحدق في اللاشي..
تقدَّمي أيتها الغريبة..تقول سيدة تحاول الإمساك بظِلِّي
كان صوتها يشبه أنينَ الأرض.
همست :أنا بين ضفتين
الشتاء أمامي…
والخريف خلفي يشدُّ ثوبي كي أراني
فكيف أسحبُ يدي من جسد الهذيان
وهذا القلب أعمى يقوده دثارُ حب قديم
نحو شرفة الأحزان؟
اتكأتْ على خَدِّ دمي، واختبأتْ في صدري مثل قصيدة متعبة.
وقالت: العشق ناي يضيء بين أصابع قلب نحيل.
أسرعت نحو قطار غربتي، كانت حقيبتي ملآى ببذور النسيان
ربما أزرعها في المحطة القادمة.. قلت..
وتلاشيت مثل نحيب الرياح.