مَوْجةٌ في لَونِ الحلم تختفي ثم تعود
تلفظ أنفاسها
تَهْوي في الصَّمْتِ في يُتْم الذُّبول
تُهَرِّبُ قطرةً منْ ذاتِها نَحوَ العُمقِ
تُلمْلمُ نبْضَ العشْقِ
وتَسْقي أنْهارَ الوُجود
رؤى أندلسية
ذَاكِرَةُ الأوْجاعِ تُفصِحُ عنْ أَنْدلُسٍ
تسكن كلَّ شبر
تنثر في العتمات بقايا من حنين
تستوي في النبضات حروفا
تتماوج فيها معاني الخلود
قيل إنها فاتنةٌ للسندبادِ
منْ ألِفِ العُبورِ إلى الياءِ
ومِنْ فَجر التّرحال إلى مسْرى الإيابِ
مِنْ عُمْرٍ يَفوحُ عَراجينَ شَوْقٍ
إلى خُضْرةٍ تمتدُّ في ألَقٍ
كأنها فِردَوْسُ رُهْبانِ
أو كأنها لؤْلُؤَةُ الحلولِ
في عُنقِ الزَّمانِ
وقيل إنها تنْسابُ غَيثا
تُفتتُ الصخرَ
تقيمُ مئذنةَ التوحُّد فيكْ
فتكونُكْ كما كنتَها
ثم ترسمُ لكْ مدار الخلد
في ملكوتها
مِنْ أقْصى وَجعٍ إلى عَبق الإيمانِ
قد تغفو على أَرْصفَة الزّمانِ
قدْ تتوهُ في زَحْمةِ الشَّهواتِ
قَد تَخبو رُؤاها في عُباب النسيان
فهْي فاتحةُ التَّشَرُّدِ
وهْيَ المُنتهى الشارد
لكنها تنفض عنها كلَّ الصدأ
تمْتطي انْبِلاجَ الفجرِ
توغل في فتنةِ الأنفال
وَأراها في حبّات الرُّمان
في فسَائلِ الأزْهارِ أراها
أراها تُرخي جدائلها
في جذوة المقتبس
ترشف دمع الفرات
ترتل ورد العشق في غزة
تتبرْعَم في مُقل العاشقين
قصيدةً معتَّقةً
تُوَقِّعُ أَسْرارَ دَهْشَتها
عَلى صَهْوةِ ذَاكَ البَهاء
عاصفة الترحال
لمْ ينتهِ بعدُ زَمانُ انْشطاري
مازالَ وَشْمُ المنْفى
يترَبَّصُ خَطْوَ انْهِماري
أَسْتَوي على جَناحِ نَوْرَسَةٍ
كلّما أَرْخى ليلُ السُّهْد
سُدولَ الهَمِّ حَوْلي
تَعْبُرُ بي عاصفَةُ التّرحال
أرشُف الصبْرَ من ثَغْرِ هواها
وأُخْفي في ضَفائِرِها هَديرَ انْفِجاري