ما دام السؤال باقيا
الرأس مليء بالأسئلة
الكتفان لا تتخلّصان من التوتر،
حائرةٌ خفيفةٌ وناعمة في الوقت نفسه،
وضائعةٌ لا أجد ملاذاً.
الريح تهبُّ، والعالم يختفي
ووحيدةً انتهى بي الأمر في أرض مقفرة
لكن كل شيء لا يزال هناك،
مثل صراخ بعيدٍ.
أشعرُ بنسيمه وأسمع الأصوات.
وفيما تمتلئ الروح بالشكوك
كل شيء يبدو غير حقيقي
كأنّ كل شيء صار فراغاً
من أنا؟ ماذا أريد؟
وكيف يمكنني أن أطارد الأحلام؟
وعلى أيّ طريقٍ أمضي؟
القلب يخفق، يُظهرُ أمارات حياةٍ،
لكنّه لا يجيبني عن أسئلتي.
القلبُ ضائع مثلي، وهو يعرف
رغم كثرة الخيارات التي تمرُّ
أن لا شيء يشعره بالراحة.
الأسئلة في رأسي تقودني إلى الجنون
جزءٌ مني يضعها جانباً
يقول لي: “عيشي وانسي الأسئلة كلّها”
لكن مهما حاولت ذلك،
فإنَّ قلبي لن يفعل،
لأنني لا أستطيع أن أعيش
ما دام السؤال باقيا
هاويـــة
في صمتٍ أغنّي
سرَّ الهاوية،
ضائعةً في أفقِ صحراءٍ
من ألف هرمٍ يسقطون في غياهب النسيان،
من أحكام صادرةٍ على حَجَر
نُحِتت على رخام وهُدّمت في الأرض.
القطعُ المتناثرة للغزٍ خشبي
ليست كافيةً لمحو الهاوية،
والسرّ يجري حيّاً في شرايين وهمٍ من إسمنت،
إسمنتٌ ينهض عليه إعصار وهميٌّ لا يترك أثراً
لجنّة لا تذوب،
كبحيرة تَغرقُ في جفاف الدمع
حافي القدمين على زجاجٍ مكسور،
يبحث الإعصار عن شمسٍ سحرتها العاصفة.
أنتظرُ إشارة ضائعةً
أنتظرُ إشارة ضائعةً في الأفق. نظراتي تلامس حركة الريح. كلُّ صوت يحمله الهواء، يصير لحظةً أبعد تضيع في المسافات. وأنا استمر بالنظر إلى الفراغ. أحياناً، أسأل نفسي ما فائدة الحياة، وما نفع الدموع التي تذرفها العيون رغم إرادتها؟
يقولون إنَّ الدموع كمثل المطر تغسل حزن الوجه عندما تنحدر على الخدود.
ربّما كان ذلك صحيحاً، فحين أنتظر أي شيء يريد أن يظهر أمام عيني بصورة الخيبة، ينهمر الحزن ثقيلاً على كياني، يضغط على صدري ويمنعني من التنفّس.
وفي هذه السنوات كلّها، لم أعرف أن أذرف دمعةً واحدة.
ربما كان ذلك صحيحاً، ربّما ترك الجفافُ الحزنَ معلَّقاً في الروح،
والآن أحتاج بعض الدموع كي يذوبَ الحزنُ ويصير رماداً.