متى هب النسيم على الغياض
تذكرت الثناء على رياض
نجيب في أنامله يراع
ينوب عن الأسنة والمواضى
يخط به سطورا رائعات
فيا حسن السواد على البياض
يفيض الدر من فيه علينا
فيوضاً لم يشنه من مغاض
وفي أثنائها حِكمٌ توالت
يمجُّ بها يراع وهو ماض
يسرك أنس حضرته سرورا
كانك قد ظفرت بإرث قاض
ومن عنوان ذاك البشر بشرى
بفوز دائم دون انتقاض
بسيط الفضل لكن القوافي
على وفق اسمه ذات انقباض
ومن لم يعنه ما يشتهيه
اتاه حظه دون البراض
على أني أقول ومن براه
على خلق يجل عن اعتراض
لمدحته أحب إليّ من أن
أعاطي الراح من ساق مراض
ومالي عنه يوما من عدول
ولا عن بره بي من عياض
أنستِ بقربه والداء فاشٍ
فأنساني محاذرة الجهاض
هو الشهم الذي يأسو بفضل
وسلوان لشاك ذي ارتماض
تجمعت المحامد فيه حتى
نراها في سواه كالفضاض
شفيع المجتدين لدى مليك
سرت جدواه في أقصى الأراضي
إذا يممته لعظيم أمر
أشاح له على جد انتهاض
يرى نفع الورى فرضا عليه
فلم تحتج لديه إلى نضاض
تدين له المعالي طائعات
وليس لها سواه من مآض
زواخر ما يفيد جرت عبابا
فما تحصى بقطر من خضاض
رفيع القدر محترم ولكن
لراجيه الهيوب على انخفاض
صحيح القول وصفا فيه حسبي
وحسبك وصف ألحاظ مراض
وما سخط الورى عندي بشيٍّ
بحيث أراه يوما وهو راض
إذا ما ضاق صدري من كروب
ذكرت حلاه يصبح وهو فاض
أدام اللَه طلعته صباحا
لدهر حالك الأيام غاض