خلونا من ضجيج الرغبة العمياءْ
أصابعنا يراودها عياء
تنحني في كفها الأزهار ذابلة
تراود عن منابعها سيول الماء
تستجدي ندى، غيثاً
من الأرحام،
من ثدي السماء.
عيوننا تغفو على وجل
وأوهام معلقة
على جدرانْ
تقاوم رغبة العبرات
في السيلانْ
على شرفات عمر
غارق في الصمت والنسيانْ
كتمثال من الأحلام
فوق رمالْ
تباغته رياح الوقت
يمعن في التلاشي
والغياب
بلا رؤى تنتابه
يندس في الهذيانْ.
حروف القلب ظامئة
معانيها خيوط دخانْ
تهاوت في المدى
غظت شظاياها
ظلال غمامْ
وفي جوف الثرى
جفت دروب الماءْ
تدلّى الصمت
من أعلى مقامات الدّجى
أرخى جناحيه
لشالات السحاب
لعلها تحيي جذور الجدب،
أرواح الفصول،
ملامح الكلماتْ.
بلا أثر غدونا
كالخطى البلهاءْ،
نجوب شوارع الأزمان
كالغرباءْ
غوايات الشوارع
تدفع الأقدام نحو الانحدار
إلى غياهب غربة
نسجت عباءتها
أكف ضبابْ.
عبرنا جسر فوضانا
إلى تيه الخيال
لعلنا نبني صروحاً
من أمان، تنحني الأشجانْ،
مشينا تاركين وراءنا
ليلا بلا أحلامْ،
مشينا والخطى تطوي
صحارى القلب،
وفي واحاته
يتناسل الشريانْ،
مشينا والرؤى تحكي
أمانينا/أغانينا
لعل غدا يناغيه التجلي،
تشرق الأنخابْ.