على كتفي أسى كُلِّ البلادِ
وفي قلبي هوًى غير اعتيادي
أحب طقوسها فرحًا وحُزْنًا
وهذا الحب حبٌّ لا إرادي
على صدري يدي؛ خوفًا عليها
وضغطة إصبعي فوقَ الزّنادِ
أحبُّ عيونها الحوراء أفدي
بياض العينِ يمزَجُ بالسَّوادِ
ولي قلبٌ يهيمُ بِكُلِّ صِدْقٍ
وليْ عَقْلٌ يهيمُ بِكُلٌّ وادٍ
وإنَّ كليهِما – قلبي وعقلي –
لَيتَّجِهانِ في خَطٍّ أُحادي
فقد سلَكَا طريقَ هوى بِلادي
ليهتدِيا إلى سُبلِ الرَّشادِ
لذا فالحُبُّ هذا فرضُ عَيْنٍ
بمنزلةِ اليقينِ وَاٍلِاْعتِقادِ
لذا أرضُ العروبةِ كلُّها لي
بِلادٌ، دُونها خرط القتادِ
لذا نادُوا الضمير، ذَرُوا التباكي
وَعُقْدَةَ: “لا حياةَ لِمَنْ تُنَادِي”!!
بلادي أوَّلًا، وبلا نقاشٍ..
على هذا أصادِقُ أوْ أُعادي
وحتى إن رأيتُ – على افتراضٍ –
وميض النار من تحت الرمادِ
أقلِّبُ طرفيَ المكسور عمدًا
وأحفَظُ في الضّلوعِ لها وِدَادي
كأنِّي إذْ أبادِلُها شعوري
أبادِلُها الكلامَ على انْفِرادِ
على عهدِيْ وإنْ جارتْ بِلادي
تظلُّ هِيَ الأعزّ على فؤادي
وَإِنْ أهلي الكرام عليَّ ضنّوا
أظلُّ أقولُ: هُمْ أهلُ الأيادي
على عهدي وتربيَتِي وأصْلِي
وعاداتي التي من قبلِ عادِ
فما عُمري أساوِمُ في القضايا
ولا عُمري أحيْدُ عنِ المبادي
على هذا نشأتُ، وسوفَ أبقى
على هذا إلى يومِ المعادِ
أما إني على عهدي ودِينِي
ولو سَيْفي نبا وكبا جوَادي
أما إنّي كتاريخي عتيدٌ
سلوا إرمَ التي… ذات العِمادِ
أما إني أعيشُ ولو عنادًا
ويحلو العيشُ حتى بالعِنادِ
أيُثْقِلُ كاهِلِي هَمٌّ وغَمٌّ
وأنسى قَوْلَهُ: “قُلْ يا عِبادِي”؟!!
أنا متحمّلٌ أعباءَ نفسي
وليس سوايَ يُحسَبُ في عِدادي
وما أشغلتُ رأسي قبلَ هذا
سوى بِي دُونما سينٍ وصادِ
رسا – رأسًا – على كَتِفَيَّ رأسي
فكيفَ رسا أسى كُلِّ البِلادِ؟!!