نورٌ من اللهِ يروي الرُّوحَ والجسدا
منه ارتشفتُ فصارَ النبضُ فيضَ هُدى
توضأ القلبُ من سلسالِ أوردتي
وطافَ بالبيتِ أوَّاهًا كما عُهدا
في الفجرِ أذَّنَ وحيُ الشِّعرِ يُوقظني
الله أكبرُ ، والتبيانُ ، مدَّ يدا
لبَّيكَ ، لبَّيكَ ، والأسحارُ تسمعني
يارب ، هذي يدي للشِّعرِ قطرُ ندى
جلستُ في معبدِ المعنى أعطرُني
لأمطرَ الحرفَ مُخضلًا ، ومُتَّقدا
رُوحي تُصلِّي على المُختارِ حيثُ أتى
جيشٌ من النُّورِ لا أحصي له عددا
أقولُ للنَّفسِ ، والألواحُ تشهدُ لي
لولا نبيُّكِ ، هذا الكونُ ما وُجِدا
ما أنجبت رحمٌ كالمصطفى خلقًا
ولا مثيلا له عبرَ المدى وُلِدا
فالعفوُ شيمتُه ، والعدلُ شِرعتُه
وقولُه : للفؤادِ الجدبِ ريُّ صدى
في كفِّهِ كرمٌ ، في قلبِه حرمٌ
نِعمَ الإمامُ الذي بالأنبياءِ حدا
نورٌ بمكَّةَ جابَ الأرضَ من ( مُضرٍ )
لبيتِ ( آمنةٍ ) وانداحَ مِلءَ مدى
يسري سناه ، وعينُ المعجزاتِ به
قد أبصرت ما على الأحلامِ قد بَعُدا
خمسٌ على كفِّه من بعد رحلتِهِ
يا نِعمَ من صدَّقَ المُختارَ والصَّمدا
أهدى البريةَ مِنهاجًا يفيضُ هدىً
والبحرُ لو فاضَ تبرًا دونه نفِدا
لكنَّهم كذَّبوا ، فالوهمُ قِبلتُهم
ومن تحصَّنَ بالأوهامِ ضاعَ سُدى
يا ( نضرُ ) أينَ الأساطيرُ التي اتَّقدت
دقيقةً ، وخبت قُدَّام من خلُدا ؟؟
زاحمتَ خيرَ الورى كي تعتليْ قممًا
وفي ( القَلِيبِ ) أراكَ الله ُ ما وعدا
قف يا ( سراقةُ ) إنَّ الدَّربَ محتجبٌ
وانظر أساورَ ( كِسرى ) في يديكَ غدا
ساخت قوائمُ خيلٍ رقَّ صاحبُها
وبالبشارةِ خلَّى الركبَ وابتعدا
( باذانُ ) في هدأةٍ حجَّ الفؤادُ به
للحقِّ لمَّا رأى آياتِه سجدا !!!
وفي ( نُصَيْبينَ ) جاءَ الجنُّ مستمعًا
وقد تحرَّوا بتحكيمِ النُّهى رشدا
دعوتَ للحقِّ من أحببتَهم فأبَوا
أن يهتدوا ، وإذا ما اللهُ شاءَ هدى
وقد نُصرتَ على الأحزابِ قبلُ ، كما
نُصرتَ باللهِ في حربِ العِدا أبدا
( إنَّا فتحنا لكَ ) الرحمنُ بشَّرَه
بمُلكِ من هدَّدَ الإسلامَ والبلدا
من كلِّ فجٍّ عميقٍ أقبَلت أممٌ
طوبى لكم _ كرمًا _ يا خيرَ من وفدا
يا حاملَ النُّورِ أدرك شمسَ أمتِنا
واصرف بإذنِ الرحيمِ الحزنَ والكمدا
يا سِدرة المُنتهى خيطي ثيابَ دمي
كم شهقةٍ ومَضَت في الصَّدرِ حينَ بدا
إنِّي اختصرتُ حياةَ الكونِ في يدهِ
أبي ، وأمِّي ، ونفسي ، للرسولِ فِدى
وقد عجزتُ بأن أُحصي مكارمَه
والعجزُ في وصفه واللهِ ما قُصِدا
كسرتُ بعدَ مديحِ المصطفى قلمي
كي لا أعظمَ بعدَ المصطفى أحدا
.