نَأَتْ فما سَكنَتْ في خافقي النُّوَب
وما حَسِبتُ النَّوى يَشقى بهِ الهُدُبُ
وما حَسِبْتُ لأيامٍ أعيشُ بها
وحدي أُداوي جراحاً شَقَّها الوَصَبُ
فلا مَخَافَةَ دَمعٍ في العُيونِ همى
خَوفي عليهم ففيها يسكنُ النُّجُبُ
واللهِ عن ناظري ما غِبْتُمُ أبداً
حتى أراني كأنِّي مَسَّني العَجَبُ
لله دَرُّ الهوى إنْ حلَّ في رَجُلٍ
تلقاهُ كالطَّيرِ مذبوحاً بِهِ طَرَبُ
مَنْ مُبْلِغُ الحيَّ أنَّ القلبَ مُنفطِرٌ
وفي يديَّ يطولُ الشَّرحُ والسَّببُ
هذي قصيدي على أعتابِكُم وَقَفَتْ
تبكي الطُّلُولَ وقد ناديتُ مَنْ ذهبُوا
فعادَ صوتي كما أرْسَلْتُهُ دَنِفاً
وقد تداعى عليهِ اللّيلُ والنَّصَبُ
ورُحتُ أُغلِقُ أبوابَ الحنينِ وقدْ
ظلَّتْ تراوِدُها مِن حُسنِكُم شُهُبُ
حتَّى جَمَعتُ من الأشواقِ ما عَجِزَتْ
عن حَمْلِ نيرانها الأشعارُ والخُطَبُ
قالوا قديماً جميلُ الشِّعرِ ما كذَبَتْ
بهِ القوافي وقدْ سادَتْ بما كذَبُوا
لكِنَّ أجمَلَهُ ما قيلَ في طَلَلٍ
أو قيلَ في وَطَنٍ أهلُوهُمُ اغتَرَبُوا