1
لا أفضحُ الأسرار، ليسَ هناك ما يختفي من الخرائطِ
كل خطٍّ مستقيمٍ يعرجُ على مساراتِ العيون، فإن تقبّل منّا قربانَ البكاء، رفرفت الآياتُ، وصارت الأمنياتُ أكواخَ الفقراء
لا أحتاجُ وقتًا كيْ أقدَّ قميصَ السماءٍ وأُعلنَ عريها
فالقتلى في الجنوبِ يشبهون القتلى في غزّة، واللونُ شهيدُ
التمادي أن أغرق في الهتاف والتحدّي، أن تُمسكَ بكلّاباتِ السماء وما تخبرنا به المنابر
وما تفضي به هيئات العالم، وهي تمسكُ بالكذب، كي يموت الأمواتُ من جديد
لستُ وحدي، وليسَ هناك أحدٌ معي
يا لشدّة المعاني، حيث يزوغُ الحلم من الوسائد ليرقصَ على آخر إيقاع ما تواريه للأوراق
لا نحتاجُ الى الصراخ، فكلّ ما لدينا يصمُّ الآفاق، فكيف أخيطُ الأذانَ كي لا يدخل تكبير اللصوصٍ في هذا العالم.
نحنُ في صفوف المصلّين بلا نسقٍ، والإمامُ أخذ السجّادة من بيت الله، ليعقد الصلح في خيمةِ (ابراهام) ويعيد الكهنوت بصكوكِ الغفران
تقول ُ الأيكةُ : إنّ بعضكَم هائمٌ
أقول لها: يا لخضرةِ الطريق
لقد افتضحَ السرّ
ماذا لو كانت النقطةُ ليست جنوبًا، والقبّةُ ليست حرفًا، والجملةُ لم تكن أولى القبلتين. والنشيدُ ليس عراقاً؟
ماذا لو سألتُ السماءَ: من أيّ طريقٍ لا يكون للسّرِّ معنى، ونحنُ نرقص على فضائحنا،
فكيف أفضحُ الأسرار، ونحنُ لا نملكُ إلّا الصوت الذي كلّما تهادى في الهتافاتِ كبرت الأكف التي ترفعُ الأجسادَ، ووَهَنت حلول الأمة
نحنُ مفضوحون بلا أسرار، كلما قرأنا أسماءَنا، صارت لغةُ التنابزِ ليست على البيدر، بل على من أسّسَ الحقل في سباتِ التاريخ
وزرعَ الفتنةَ بلا فزاعات
2
لا شيءَ قريبٌ منّا
لا معنى يفتّش عن الكلمات
لا كلمات تفتّشُ عن معناها
اختلطت الأُحجيات، وباتَ السحَرةُ بقدرِ أكوامِ القشّ
ندنو لنقترب من الضفاف
نراقبُ الماءَ ونسأل
هل سيسقي أحلامَنا؟ اينَ بيروت والجنوب
نيمّمُ شطرَ المآسي ونكبّرُ بالسؤالِ
هل توضّأنا بما يريد الله؟ أم بما أرادهُ الشيطان؟ وغزةُ وحدها بلا صلاة؟
لا اختصار لما يجري
لا تتّسع الكتبُ التي أكلَها الفقه قبل أواننا
صرنا نقرأ الكلمات قبل الكتب، والأدعية قبل الآيات
تجفُّ من حلوقنا الحلول
ويحتشدُ في الحناجر صراخهم الذي يبكينا، فلا ندرك المغزى
نحنُ قطرةٌ تتناقلها العيون
لذا لا نحتاجُ الى ثقوبٍ لندركَ الحزنَ كيف تعزف النايات؟
نحنُ أمّةٌ من ماء
نحنُ أمّةٌ من صراخ
لا طريقَ نبصره، ولا علاماتٍ الى النهاية
سوى ما ثبت لنا من الأقوال
تلكَ رواياتنا، من أعجبهُ فليقرأ
ومن لم يعجبهُ فالاتهام أيسرَ من قولٍ رجيم
يغذّونَ الصدود كي تبقى كلماتهم آسرةً للعواطف
نمزّقُ قمصاننا من دبرٍ أو قبلٍ، فلا يأخذنا التحريفُ بشيء
لا يهم كيف نموت
إن متنا كيفما يريدون، صرنا شهداء بصكّ، تاركين الأهل يجرّون خيباتهم بين القبور
وإن متنا بما نريد، اتهمونا بأننا نستلّقُ جدرانَ الخيانة
الأشجارُ أوراقها لا تعنينا
لهم الثمرُ الناضج، ولنا خريف الأوراق
لهم الجذع حطبًا، ولنا ما يأوي الرماد
لهم الأغصان عصىً يهشّون بها مصالحهم، ولنا الضرب إن احتاج الوقتُ للقطيع
أن نغيب لا نُفتقد، فهم الحضور الدائم
إن حضرنا لا نُعد
فلهم المنصّات أقوال
والكاميرات تنزف صورهم في العيون
الحقولُ ليست أغاني السنابل
والسنابلُ ليست راقصةَ العصافير
والعنبرُ وحيدٌ مثل تاريخٍ بهيّ حفظتهُ الأساطير
طمرتهُ الأعاصيرُ تحت الركام
وكلما أردنا أن تكون مثل جنائن بابل،
علّقونا في منصّات التواصل
والتهمة، إننا خارجون عن القطيع