يدخل الرجل حياة امرأة
بقدمين عاريتين
لايأبه لأشواك تركتها في طريقها
وهي تعبر على عمر كحد سكين..
يدمي و لا يقتل.
يدخل .. بتوهج نازي
بجموح ظامئ
لنهد.. يدر نبيذ لوعة عذراء
كطريد.. يهرب من حمى جفاف
لم تفقده شهيته للبكاء..
يدخل حياة امرأة..
تسيرحاملة خراباتها
تاركة خلفها أطفالها
تستنجد الضياع..
و خديج سئم البكاء
روعه حديث الغرباء
وهم يعبرون فوقه..
يرددون: لمن هذه الخطيئة؟!
امرأة..
تعرف مسبقا
طعم نهايات تسحبها
كطفل يمسك بيد أبيه
وهو يسوقه لطهوره!
أو كعجوز تقرأ سوناتا اليباب
تقود أوركسترا حزنها
تفكر بكيشوتية بقائها
وهي فاردة جناحيها للفناء.
امرأة ..
نسيت وجعها
على بسطات الباعة المتجولين
في (فاترينة) محل يبيع أكفانا ملونة
في (باصات) فاخرة، تلفظ ركابها الفقراء
في أزقة جائعة
يعبرها عاشق ذاب في بؤبؤ حبيبته
حين سال من عينيها دمعة بارقة
امرأة ..
تغرق في النعاس
ينشق عنها نبع لغة
فوق صفحة
عشقت فيها رائحة الشجر
و تنامى فوق أصابعها
عشب الغياب.
امرأة ..
كصيادة ماكرة
تهرب من خيلاء الماء
تصوغ الموج حبالا
تدير قرص الحظ بكف من ضباب
وتلوح بالأخرى لغريق .
امرأة ..
تأتي من الحقب البعيدة
لمدينة غريبة
تضرم فيها حروبها
وتخرج منها مضرجة بالحب و الهزائم
كل خسائرها
قبلة وعناق.
امرأة ..
تصر على هذا الوهم الفادح
تؤمن بأنصاف الأحلام
أنصاف القبل
أنصاف الصور
و أنصاف الجنون.
يدخل الرجل حياة امرأة
و لا يخرج منها سالما ..!