شاركها
يا راهبَ الدّير ِ!
قلْ لي هل بكم عبرُوا
مَنْ أشعَلوا النّارَ في شِعري وما شَعرُوا ؟
لا تُخطِئ العينُ فِيهم ..
غيْمَ هَوْدَجِهم .. يا راهبَ الدّير
في أذْيالهِ المطرُ
يَدُورُ في أفقهِ الإشعاعُ يَغْمِزُنا
كَمَنْ يَقولُ:
رُوَيْدا تُخْلَعُ السُتُرُ
يا راهبَ الدّير !
عُمري ما اِكْتَحَلْتُ أنا
إلاّ بِغَبْرة آفاقٍ بِها غَبَرُوا
قَطّعْتُ عُمْري بالأسْفار خَلْفَهُمُ
يا راهب الدّير ..
حَتّى هَدَّنِي السَّفَرُ
وَعَوّدُوني على الهجرانِ مِن صِغَري
وقَد كبُرتُ ..
ومازالوا … وقدْ كَبِرُوا
وراهبُ الدّيرِ مَشْغُول بهِ،
وَلَهٌ ..
يَبْكِي، يُواسِيهِ، والأشواقُ تَسْتَعِرُ
وقدْ رَنَا لِصَليبِ الحُبِّ ..
واشتعلتْ على الصَّليبِ الرُّؤى
والدّيرُ .. والذِكرُ
فقاطَعَتْني، وقالتْ وَهِيَ دامِعة:
يا راهبَ الدّيرِ … يَكْفِي
إنّني بَشَرُ
أَمَا لدَيْكَ سِوَى هذا فَتُخْبِرَني؟
بَلى ، بَلى ..
خَمسُ كلماتٍ، وأقتَصرُ:
إنّي .. أحبّكِ .. يا .. قرطاجُ .. راجِعة ..
وما عَدا ذاكَ
ما عِنْدي ولا خَبَرُ