
تقتلني بيروت
بيروت لا ترحم يا حبيبتي
تشدُّ على الجرح حتى ينزف
ثمّ تلوّحُ لي
بألف يدٍ لا تُشير إليكِ
أبحثُ عن وجهِكِ في الموج
في زحمة الساحات
في صوتِ بائع اليأس
حين يناديني باسْمٍ
نسيَتهُ الشُرفات
أيا امرأةً
علّمتني بكاءَ القصائد
وغادرت مثل انتحار الحمام
أيا امرأةً
مرّت من بيروت
ولم تتذكّر غسان
ولا غادة
ولا الجمر في شفةِ العاشقين
أيا امرأةً
لم يعد يعرف اسمكِ
بابُ المقهى الهادئ في المدينة
أو قلب بلقيس الراوي
حينَ انفجر
وأنتِ هناك
على ضفّة نهر السين
حيث الأغاني تُمطر دفئاً
وحيث الزجاج يشعُّ
ولا يتكسّر في وجع العائدين
وأنا
أعودُ إلى الشام
كآخر الناجين
أعود
وأحمل في راحتيّ انكسارات
الأخطل الصغير
وجُنون هواه
أعود
وقد صرتُ نصف رماد
ونصف غريب
يطوف على الطرقات
فمن أينَ لي أن أُعيدَ المساء
وكيفَ أخبّئ بيروت
في راحتيكِ
إذا كنتِ أنتِ
على ضفّةِ النهر
حيثُ العطور تغنّي
وحيثُ البلاد تسامح قلب المسافر
إن خان مرّتين