شاركها

تُنْسَى كأنَّكَ لَمْ تَكُنْ موجُودا
وتظُنُّ ذلك لَمْ يَكُنْ مَقْصُودا
أنت الذي ملأَ الوجودَ وجودُهُ
وتفيضُ روحكَ مثل كفّكَ جُودا
تتفقَّدُ الأحبابَ يوميًّا فإنْ
فقدُوكَ لَمْ يتفَقَّدُوا المفقودا
أنت الذي أعطى طوالَ حياتهِ
ما كان بحر عطائهِ محدودا
قد كنت شاهدَ حزنهم وسرورهم
فغدوت وحدكَ شاهِدًا مشهودا
وبقيت فردًا واحدًا متوحِّدًا
تحصي وتحسبُ عُمْركَ المعدودا
وكأنَّما لَمْ تُمْضِهِ فيما مضَى
ترجو لهم مستقبَلًا منشودا
في ظل قلبكَ كنت مدًّا لازمًا
لكنْ أضاعوا ظِلَّكَ الممدُودا
إنْ يجحدُوكَ فلا غرابةَ، إنهم
جحدوا الإله الخالقَ المعبودا
ولذا توقَّعْ دائمًا أبدًا بأنْ
تُنْسَى كأنَّكَ لَمْ تَكُنْ موجُودا