
ُأحب دهاء المرايا
حين تضبطني أركَبُ الهوى
خادشة للحياة..
لمعنى التصوف في زنزانة الروح
لعري أجنحة تختبئ على جنبي
حين أكون ملاكا بمخالب.
***
أحب ألاعيب جيوبي
حين أعبئها بالرصاص
ولا أعرف أي جيب سيخون يدي
و أي رصاصة ستثقب الخصر
صرة وردية..
لا تستر عورة الشهوة المحاطة
بحزام ناسف..
***
أحب خبث العناوين
حين طرقي لم تعد معبدة
الطريق إلى قلبي قاب حزنين
و عطش التراب يطمس هويتي
مَن يشعل قناديل التوجس
في بيتي المهجور..؟
من الرفقاء الصالحين
من جيران الترصد و النميمة
من غزالة تقف على النهر
تشرب صورتها ..
و تغصّ بالقمر..
***
أحب مكر الأصدقاء
حين يمازحون وجعي
يلعبون معي “الغميضة” جدلا
حين أختبئ و لا أجدني
غير كومة غبار في الذاكرة
لن يصرخوا : وجدنا ضالتنا
وأصرخ: وجدت ضلالي..
***
كيف أحبهم..؟!
حين تصبح أسراري في الأخبار العاجلة
كتفاحة تسرد قصتها على الحطابين
وهم ينحتون على جذعها
بإزميل من نار.. أسماءهن..
***
حين أرد التحية بأحسن منها
وهن يخبئن تحت أكمامهن
إبرة صدئة،
يرتُقن بها شقوق خاطري
ويخطن لي (كنزة)
من خيوط عنكبوت..
نسَج شبكته في دمي..
***
أحب حلَّ أحجية الحب؛
تحطمني الأرقام القياسية
حين لا أصل”للأبد”
و “أحبك حتى آخر أنفاسي”
هاجس الحب الأول
أكذوبة الحب الوحيد
أستودع عسل المحبين
في جرار الأسى..
و أوزع كعك الخذلان على مقابر
دفنتُ فيها أصحابَها
و زرعتُ على سفحها
زنابق روحي..
***
أحب..!
أمي لم تعلمني كيف أكره..
كيف أتلقى الإلهام، و أصادق الأولياء..
لم تعلمني.. كيف تنبت لوجوههم أقنعة
و أمسح عنها بورق الظن ملامحي..
لم تعلمني ..
كيف لا أشارك رغيفي مع الغرباء
و لا أجوع..