
مِيلادُكَ الفَجرُ هَزَّ الكَونَ وانفَلَقَا
وَأَرعَدَ السُّحبَ فِيْ عَينَيَّ قَدْ بَرَقَا
غَمَرتَ جَدبَ فُؤَادِيْ فَالضِّيَاءُ كَسَا
عَوَالِمَ الرُّوحِ مِنْ إِشرَاقِهِ أَلَقَا
كَفَفتَ دَمَعَ الأَسَى فِيْ الخَدِّ مُحتَسِباً
وَصِحتَ بِالظُّلمِ فَانهَارَ الخَنَا فَرَقَا
تَدَفَّقَ الحُبُّ مِنْ عَينَيكَ فَيْ كَبِدِيْ
عَلَى شُرُوقِكِ مَاتَ البُغضُ وَاحتَرَقَا
خَلَّصتَنِيْ مِنْ سُجُونِ الرِّقِ مُجتَهِداً
فَسرتُ فِيْ صَفِّ مَنْ صَلَّى وَمَنْ صَدَقَا
يَا أَشرَفَ الخَلقِ أَنْتَ الطُّهرُ مُبتَسِمًا
كَالصُّبحِ نُورُكَ فِيْ إِطلَالَتِيْ شَرَقَا
بَرَقتَ كَالضَّوءِ فِيْ بُستَانِ مُعتَقَدِيْ
وَكُنتَ كَالغَيثِ فِيْ حَرَّاقَتِيْ وَدَقَا
سَكَبتَ فِيْ القَلبِ شُهداً خَالِصاً كَرَماً
وَجُدتَ بِالكَأْسِ مِنْ كَفَّيكَ مُندَفِقاً
أَنتَ النَّبِيُّ عَلَى أَحدَاقِكَ ازدَهَرَتْ
حَدَائِقُ النُّورِ وافتَرَّ الشَّذَا عَبَقَا
أَطَّرتَنِيْ فِيْ مَسَارِ الحَقِّ مُحتَفِلاً
وقدتَنِيْ بِالهُدَى فِيْ دَربِ مَنْ سَبَقَا
يَا صَادِقَ الوَعدِ جِئتَ القَومَ مُنتَشِياً
علَى يَمِينِكَ سَاقِيْ الحُبِّ كم غَدَقَا
أَيقَظتَ بِالحَقِّ مِنْ أَجيَالِنَا أُمَماً
قَدْ طَالَمَا الكُفرُ فِيْ أَعمَاقِهَا غَسَقَا
أَخرَجتَنَا مِنْ ظَلَامِ اللَّيلِ مُعتَصِراً
تَخُطُ دَربَكَ فِيْ أَسفَارِنَا طُرُقاَ
صِرنَا مَعَ الحَقِّ نَجنِيْ النَّصرَ مُعتَقَداً
قَدْ فَرَّ مِنْ بِأْسِنَا أَعدَاؤُنَا فَرَقَا
لا وَحشَةٌ فِيْ رِحَابِ النُّورِ تُرهِبُنَا
ولا مَسَارٌ ربا فِيْ دَربِنَا أَرَقَا
يا سيِّدِي هَا فؤادِي في السُّرى ألقٌ
يحدُو وللحقِّ في عينَيكَ كم عَشِقَا
الدُّمعُ في مقلتي يحترُّ من أربٍ
وفي الحنايَا جرَى كالنِّهرِ مندفقاً
أرنُو إليكَ وفي أحضانِ ذاكرتِي
غيثٌ همَى بالغوادِي والهوَى غَدِقاً
تطيرُ نحوكَ أشواقِي وأمنيتِي
أسابقُ الرِّيحَ في دربِ المُنَى أَنقاً
صلَّى عليكَ إلهُ الكونِ ما شرقَتْ
شمسُ النَّهارِ وما ومضُ السَّنَا برَقَا