
مفتتح :
طاف فوق القباب وإنسانيتَه التاريخية
كان في نيويورك عصفورا يهزأ بالزجاج والرخام
يعتصر خمرة الفقراء من روحه المتعبة ..
في غرناطة كان يغزل الشعر عن حضارة العرب
ويحب الغجر ..
*****
آهِ كم كنتَ بهجةَ الشمسِ الغاربةِ يا لوركا .. !
كم كنتَ حَنجرتي السّالكةَ دربَ الطحالبْ .. !
لم تكن حكيماً بما يكفي
لكنّكَ كنتَ قَبساً من ماءٍ مقدَّسْ؛
حين قتلَكَ الثوريون الرجعيونَ
لم تنغمسْ في موتِكَ طويلاً
خرجتَ من حروفِكَ جديداً
مكرِّراً روحَك كلّ دورةٍ
تستعيدُكَ ساعةُ الرملِ كلّما حرّكتْها يدُ الأيدلوجيا
لم تمتْ ، فقد رأوكَ في أفريقيا
تحني للضعفاءِ حروفَكَ
تحرسُ أنوفَ الزنوج
***
أنت لم تتأتئْ بالإنجليزيةِ كترُجمان مغفّلْ
بل ظلَلْتَ مُمسكاً بثدي أسبانيا
لوركا كان جوهرةً في حَوصلةِ غرابْ
في شارع (وول ستريت) ألقى بقيءِ ضلوعِهِ ومضى
عاد نزيهاً إلى غرناطةَ
مُعتنِقاً قصرَ الحمراءِ وعذريةِ الغاباتْ
لم يطُلْ مُكثُهُ في الوهمِ
عاد إلى عشبِهِ المطريّ
يكتبُ الشعرَ على آلتهِ الموسيقيةِ
ويكتبُ سُلّمَهُ الموسيقيَّ على اشتعالِ الحروفْ
يرسمُ لوحاتِهِ شعراً وموسيقا
موسيقا الجازِ كانتْ غُصنَهُ الوراف
بها كان طهرُ دمِهِ ، لا بيدِ محاكمِ التفتيش !!
عروةُ بن الوردِ وآخرون كانوا رفاقَه
كان صُعلوكاً محدّقا في السياسةِ والخطرْ
وحين توحّدَ مع الشفقْ
غارت الحقيقةَ ..
غابَ القمرْ …