شاركها
هَمَس الغريبُ إلى الغريبِ توجُّسَا
لا ضوْء في الطّرقاتِ كيْ نسْتأنِسَا
اللّيلُ، قُطّاعُ السّماءِ، وسِدْرةٌ
والقلبُ، سجنٌ بائسٌ قدْ أفْلَسَا
رَسمَتْ ملامحُنا الشوارعَ، أقْفَرَتْ
والأفْقُ ناقوسُ القيامَة أجرَسَا
الحزنُ عنوانُ الحكاية، قِيل لي
لا وقتَ حتّى نَسْتبينَ ونحْدِسَا
بيتٌ قديمٌ في أقاصي جنَّةٍ
كنّا حفاةً والمسالكُ سُندسَا
والآن تخذلنا المسافةُ عنوةً
والشّوكُ في الدّرب العسيرِ تكدَّسا
والبوصلاتُ على الرّمال تلعثمَتْ
من يمنعُ الوطنَ الغريبَ مِنَ الأسى
إني أحبّكَ غيرَ أني طفلةٌ
دلَفتْ إليكَ كقطةٍ كيْ تأنَسَا
في اللّيل أشتاقُ الأحبّةَ موطنًا
والضّلعُ للضّلع المشوَّقِ هسْهَسَا
واللّيلُ شُدَّ إلى السَّماءِ بنجمَةٍ
شَربتْ من الصّبر المُعتَّقِ أكؤُسَا