لم أقترف
إثم الكتابةِ
كي يُقال لي ارتضيتَ
بأن تكون بلا وطنْ .
وطني الحروفُ
بسحرها وبهائها
وسلاسة المعنى
الذي ينثال شعرا ملهما
سأظل أسكنها
وتسكنني
وأقرأ في صحائفنا
القديمةِ
عن بلادٍ
لم تعد يوما إليْ
أو هكذا قال الذين
أحبُّهمْ
أنا لم أخنها
مثلما خان الذين عرفتهم
هذي الصحارى والفيافي
الباديهْ
في ناظري مثل امتداد الروح
في الوجع القديمْ .
ويُقال عن قومي الذين
هجرتُهم
لم يقرؤوا ما قال شاعرهم
أو ما سيَكتب من قصائدَ
دائما يمتاح من أنساغها
عطش الحنين إلى
النساءِ القادمات
من الوطنْ
وأنا هنا في ركنيَ
المعروفِ في المقهى
لأقرأ عن قضايا شرقنا
المنذور للنسيانِ
للمدنِ الجريحةِ
للضحايا التائهينْ
ماضٍ يحاورني كذلك كلّ يومٍ..
كلّ حينْ
في كلِّ ساعاتي التي
أُمضي هناكْ
ستقول شاعرةٌ إذنْ:
“هل كان لوركا وهو يكتب
عن حبيبته الجميلة يرما
حقّا سيعرف أنّه النصُّ الأخيرْ..؟
أن النهايةَ لن تكونَ
سوى انتظار دقيقتينْ
أم أنّني المنفيُّ في
لغتي
على عتباتها
عبثا أكونُ بحضرةٍ الحلاّجِ
يُقتلُ من جديدْ
وتقولُ إحدى العابراتْ:
“قد خانك المعنى إذنْ،
فاكتبْ قصيدتكَ الجديدةَ
دون وعيٍ منكَ.يا هذا
الفتى ..
واقرأ نشيدكَ للرِّفاقِ
الثّائرينْ”