لو أنّي أقدرُ أن أقلِبَهُ هذا الكوكب
أن أُفرغَهُ من كلّ شُرورِ الأرض
أن أقتلعَ جذورَ البُغض
لو أنّي أقدرُ، لو بِيَدي
أن أقصي قابيلَ الثّعلب
أقصيهِ إلى أبعدِ كوكب
أن أغسلَ بالماءِ الصّافي
إخوةَ يوسف
وأُطهّرَ أعماقَ الإخوة
من دَنسِ الشّر .
لو بِيَدي
أن أمسحَ عن هذا الكوكب
بَصماتِ الفَقر
لو أنّي أقدرُ لو بِيَدي
أن أجتثَّ جذورَ الظّلم
وأُجفّفه هذا الكوكب
من أنهارِ الدّم
لو أني أملكُ لو بِيَدي
أن أرفعَ للإنسانِ المُتعب
في دربِ الحيرةِ والأحزانْ
قنديلَ رخاءٍ واطمئنانْ
أن أمنحَهُ العيشَ الآمن
لو أنّي أقدرُ لو بِيَدي
لكن ما بِيَدي شيءٌ إلاّ لكن
لو أنّي أملكُ أن أملأهُ هذا الكوكب
بِبذُورِ الحُبْ
فتعرّشُ في كلّ الدّنيا
أشجارُ الحُبْ
ويصيرُ الحبُّ هو الدّنيا
ويصيرُ الحبُّ منارَ الدَّربْ.
لو بِيَدي أن أحميَهُ هذا الكوكب
من شرّ خيارٍ صَعبْ
لو بِيَدي
أن أرفعَ عن هذا الكوكبِ
كابوسَ الحَربْ !
جدليّة الحبّ والبغض
“كنتَ صديقاً راعَني سحُرهُ
وكنتَ في وهميَ زينَ الرّجال
واليومَ، ما أنتَ ؟ لقد بِنْتَ لي
حقيقةً أُفرِغَ منها الجمال”!
يومَ انفصلَ النّهرُ بعيداً عنَ مَجراه
وانداحتْ في الأرضِ الأمواه
وقفَ الزّمنُ كسيحَ القدمين
يا حبّي كيف أراكَ ؟ وأين ؟
يا أحلى حبٍّ سلّطهُ القدرُ الغيبِيُّ عليّ
لو ترُجعكَ الأيامُ إليّ
يا حبّي لو تَطْرُقُ بابي
يَرجِعُ لي فرحي المفقودُ
ويَرجِعُ لي زَهْوُ شبابي
كَمْذا أشتاقُ إليك
وأحنّ إلى لمساتِ يديك
كَمْذا أشتاقُ إلى عينيكِ الواسعتين
عيناكَ بحيرةُ إلهامي
أتفيّأُ شاطئها وأنامُ على موسيقى كونيّة
يتجلّى فيها وجهُ الله على أحلامٍ ورديّة
ليتكَ تأتي حتّى لو
طيفُ خيالٍ تحملُه أرضُ الأحلام
لو تأتي تحضنكَ جُفوني
أسدلُ فوقكَ أهدابي
وأصونكَ من شرّ الأشرار
أرقيكَ بسورةِ يوسف وبأسماءِ الله الحسنى
وأحيطكَ بالحبّ وبالإيثار.
***
ما لي تَنفضني وتمزّقُ أُذني
صرخةُ صوتْ
منكرةٌ تحملُ طعمَ الموتْ
دمّرتِ الحبَّ، أحالتْ جوهرَهُ القدسيَّ إلى بَغضاءْ
أفقدتِ الكونَ توازنَهُ أرضاً وسماءْ
بَعثرتِ الأنجمَ، عاثتْ في كلّ الأشياءْ
شحنتني بِسُمومِ البُغض
البغضُ يحاصرني من كلّ جهاتِ الأرض
يا هذا أبغضكَ كثيراً
مازالَ صُراخكَ سكّيناً
تَهوي وتقطّع في قلبي شريانَ القلبْ
تستنـزفُ منهُ دماءَ الحُبْ
أكرهكَ وأكرهُ اسمك
أمسحهُ حرفاً حرفاً عن ذاكرةِ القلبْ
مزّقتُ الرَّسمَ، خَلتْ من رسمكَ أدراجي
ورفوفُ الكتبِ، خَلتْ منهُ جُدران البيتْ
كابوسُ حياتي أصبحتْ
أكرهكَ كثيراً جداً
امضِ إلى أقصى أركانِ الأرضْ
لو ترجعُ أصفق بابي
لا رجعةَ لي أبداً أبداً عن هذا الرَّفضْ
مَن يحملُ لي البشرى بزوالكَ يا هذا
عن وجهِ الأرضْ
الحزنُ يلفُّ نسيجَ وجودي
من أيّ كهوفٍ مظلمةٍ يأتيني الحزنْ
دمعٌ وضبابٌ وسوادٌ يكتسحُ فضاءَ الكونْ
شيءٌ يتململُ مكسوراً في عتمةِ هذا الصّدرْ
أتخبّطُ بين المدِّ وبين الجزرْ
أتساءلُ في بحرِ ضياعي
هل أنا في حالةِ حبٍّ أم أنا في حالةِ حربْ ؟!
لا أدري لا أدري والله.
***
ما بين الضّوءِ وبين الظّلمةِ في الأعماقْ
ترميني الحيرةُ فوق الرّيشةِ والأوراقْ
أكتبُ، أكتبُ أشعاري
أهربُ فيها منكَ إليك
وأعوذُ بربّي منك .
***
يا نقطةَ ضَعفي أنتْ
يا أكبرَ أخطائي وذنوبي عند الله
أسألُ ربّي أن يغفرَ لي ربّي حُبَّك
أنا لستُ أصدّقُ، كيف أصدّقُ أنكَ أنتْ
صاحبُ ذاكَ الوجهِ الآخر
الباعثِ في أغوارِ كياني كلّ البُغضِ وكلّ المَقتْ
يا آخر أبياتِ قصيدي
شوّهتَ كياني يا هذا، شوّهتَ وجودي
شوّهني البُغضُ وصَيّرني نبتةَ حنظل
تتجذّرُ في روحي وتعرّش
في كل زوايا القلبْ
تخنقُ فيهِ عروقَ الحُبْ
أَرجِعْ لي نفسي الأُولى
هل أنا مَن كنتُ أنا بالأمسْ؟
هل حقاً أحملُ ذاتَ النّفسْ؟
انكرْ هذي النّفسَ الحنظلْ
إِرجِعْ لي نفسي الأنقى والأصفى
إِرجِعْ لي نفسي الأجملْ!
أقنوم الشّر
كيف أحببتكَ يا أقنومَ شَرْ
غلطةٌ في عمري لا تُغتفَرْ
غلطةٌ سطّرها فوق جبيني
قدرٌ في حُجبِ الغيبِ استَترْ
هل مفرٌّ من قَدرْ؟
لا مفرٌّ .. لا مفرٌّ .. لا مفرْ