شاركها
أنا لا أنامُ كما يَنامُ الليْلُ أو تَغْفو النّجومُُ على وَسائدَ مِنْ ســحاب الحُزنِ
قلبي زَوْرَقٌ بيْنَ البــحارِ وفي تَضاريسِ المــتاهةِ مُمْــــــعِنٌ حتّى الغِيابِ
فهلْ تنام قصيدتي الممتدَّةُ الأطيافِ ما بين التخومِ و بين ألسنة الحرائقِ
هل تطيرُ بعيدةً مثلَ الغــزالة في انتظار خمـــــيلةٍ خضراءَ تعبقُ بالحنينِ
ينام هذا اللـــيلُ في سُررِ الغوايةِ أو يُغــــــلّقُُ بعد أن جرَعَ الغيابَ عُيونَهُ
لكنني ضوْءٌ هناك فليس يُطفئني الهزيعْ
أنا لا أفكّرُ في اصْطناعِ مَشاعِرٍ وَرْدِيّةِ الأغصانِ أو مُبْــتَلَّةٍ بالعطر أو عَسَليّةٍٍ
أو في ارتكابِ غَوايةِ البــحثِ الحثيثِِ عن العــصافير التي هجرتْ بساطتَها
ولا أرضى اعــــتناق مذاهبِ العُـــــشاقِ إن حَمَلوا الخيال وسافروا سَهْواً
لأنَّ جميعَ ما أبنيه فوق رمالِ أنهار الحياةِ حقائقٌ لا تَقْبلُ التأويلَ والتوْصيفَ
أدْلف ُ مِن كُوَى المَعْنى وأبْتَكِرُ الربيعْ
أوَكلّما ابتسمتْ حبــيبتيَ الجميلةُ واســـتفاقتْ في صَباحٍ ما لتُوقِظَ فرْحتي
تَتدفَّقُ الأمـواجُ من أحــداقها لِتصُــــبَّ في قلبي وتغسلهُ من الحزن القديمِ
فيا لها حُوريَّةً خضراءَ تَمْشطُ شَعْــــرَها الذّهــــبيَّ وَهْيَ مُحاطةٌ بْالبيْلسانِ
أعادتِ الألقَ البعيدَ إليَّ حين لبستُ أثوابَ البراءةِ كيْ أطالعَ قلبَها المفتوحَ
لا أحتاجُ في دنيا البياضِ إلى جَلابيبِ البديعْ
أنا هكذا دوماً أُسمّي كُل َّشيءٍ باسْمهِ وأقول إني عاشِقٌ حتّى الذُّهولِ
وأنني سأظلُّ أرفعُ بيْـــرقَ الحبِّ الجميلِ على شَــماريخ الجمال وأرتدي
ثوباً من الثلــجِ النقيّ لكي أُدفّئَ مهجتي في عالَمٍ يشكو الصقيعَ وأنبري
لأبوحَ بالأشـواقِ والأشـجانِ والأوجـاعِ فوق منــابرِ الدنيا وأعلِنَ ما يلي :
الحُبُّ مِثل الخُبزِ مِنِ حقِّ الجَميعْ