زمن يفرّ من الرّؤى
والعين مطفأة الخيال
وذاك أمسٌ منهك الأجفان
والأهدابُ كالعشبِ المقلّعِ حلمُه
بيدين متعبتين، كنت أجسُّ نبضا خافتا
تحت العمى
أمسكت ضوءاً هاربا من سجن عينٍ في
شقوق الليل ثمّ نثرته شهبا على جسدي
المعلّق في الظلام
وفي مسام الجلد، كم سكنت نُجيماتٌ ترى
ما لا تراه العين
كنت أرى المجاز على لساني طائرا يُصغي
إلى روحي ويبكي ثمّ يشدو بالرؤى للطير
والحيوان والإنسان والشجر الشريد
وكان أمسي عاقرا مثل الحقيقة، ناشزا
مثل الجبال وصخرةً صماء لم تذرفْ مياه
القلب/ موسيقى اللذائذ وهي تخرج من
شقوق النهر.
قال الطير: أحفر صورة في الصخر
أدعوها حبيبي.
والشعور وليّ معجزتي
ستبتسم الحجارة ثم ترتعش الرؤى
من فرط نشوتها
هناك أصير أجنحةً تطير إلى المجاز
هناك أيتها الحقيقةُ سوف نبصرُ كم بكت
أرواحنا من هدم أعشاش الخيالِ
هناك أيتها الحقيقة
كنت أغرس في السماء نُجيمةً لي قد تُطلُّ عَليَّ
في زمنٍ يفرُّ من الرؤى.