1. تحت الأمطار
أيها السائق
رفقا بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبةْ
قف..
فإن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه”
هكذا كان يغني الموت حول العربةْ
وهي تهوى تحت أمطار الدجى مضطربةْ!
***
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت..
وتهاوت..
ثم سارت في ذهول
2. وصية الشاعر القديم
لولا حيائي منك ، لولا خشيتي
لقلت لك :
السم في كأسك ، والخنجر في العباءة
يا أيها الجالس خلف الحجرة المضاءة
على جلالك السلام
.. وأومأ الأمير للسياف : يا غلام
أطح برأسه
وضاع الصوت في الزحام
واعجبا يا سيدي
كأنما أغوص في حلم من الأحلام
فإنني كنت نصحت مذ ألف عام
متوجا مثلك
ما أعدله وأعدلك !
لكنه أزدرى نصيحتي
ازدراني ..
وبقيت ..
بينما هلك
3. الذين يجيئون
الذين يجيئون
هم يشبهون السيل
قال بيدبا الحكيم:
وكان وجه الملك الجليل دبشليم
ياقوتة ترجف في خاتمه القديم
ودائما كالعرق الذي على جباههم
يبتسمون
ويركضون
واذ يشاءون يشاءون ويقدرون
ودائما ينسى الملوك
دائما يهوي الصدا على الصدا
ودائما يجئ سيلهم
لأنهم لا يقفون أبدا
4. الضعف
ما بيدي أن أرفعك
ولا بها أن أضعك
أنت اليم
وأنا أحمل آلامي معك
وجائعٌ
ومهجتي جوعها من جوعك
وأنت عار
وأنا .. هأنذا عار معك
يا شعبي التائه
ما أضيعني، وأضيعك
ما أضيع الثدي الذي أرضعني
وأرضعك
يا ليته جرعني سمومه
وجرعك
فما احتقرت أدمعي
ولا احتضنت أدمعك
ولا انكفأت فوق قبر اليأس
أبكي مصرعك
أيتها الجميزة العجوز
من ذا زرعك
يا غرسة الخمول
لا بورك حقل أطلعك
أما سئمت تحت أقدام الدجى مضجعك
فقمت في نهر الطموح
تغسلين أذرعك
كم جنح الريح بواديك
فهلا اقتلعك
وانتفض الفجر حواليك
فهلا صرعك
ففكرة الحياة أن تبدعي، أو أبدعك
وفكرة الفناء
أن تصرعني أو أصرعك
يا ليتني عاصفة، قاصفة
كي أسمعك