الشعر نبض شعوري، والقصيد أنا
والحرفُ بعض دمي.. أسقي به شَجَنا
كم أبحر العشق في روحي، وفي خلَدي!
وهائج الشوق في الأعماق.. ما سكنا!
تنتابني لوعةٌ.. أهمي على وتري
تنداح أغنيةٌ حيرى.. تذوب مُنى
تهزّني فرحةٌ.. تجتاحُ أوردتي
تغوصُ.. تبحرُ.. تحكي الموجَ، والسُّفُنا
يُقهقهُ الكونُ نشوانًا.. تصافحني
جداولُ الأنس.. ألقى الظلَّ، والفَننا
قصيدتي.. أنتِ يوم النأي قاتلتي
وأنتِ بالوصل.. قد أحييتني زمنا
ما بين نومي وصحوي.. تنطفي حِقَبٌ
وبين شجوي وشدوي.. أبتني مُدُنا
يا لوحةً -أنت يا قلبي- تفوح ندًى
والشعرُ فيك بنانٌ.. يَمسحُ الحَزَنا
أبيتُ أنسج آهاتي.. أُضَفِّرها
جدائلًا.. تتمطَّى تَحرقُ الوَسَنا
أَبِيتُ أنحتُ وجهَ البدر.. مبتسمًا
أَبِيتُ أمنحهُ من مقلتيَ سنا
ميعاديَ الفجرُ، والإشراق من ألَقِي
والصبحُ أصغَى لما أشدو بهِ، ورَنا
قصيدتي.. وردةٌ.. في ثغر عاشقةٍ
قصيدتي.. ترفضُ التأطيرَ والرَسَنا
قصيدتي.. بعضُ نفسي.. حين أكتبها
يا لائمي.. أسكبُ الأنفاسَ، وهيِ أنا
قصيدتي.. ريشةٌ ألوانها مُزجتْ
من ابتهاجٍ، ومن حُزنٍ، وطَيفِ مُنى
(أموسقُ) الشعرَ.. أروِي بعضَ قافيتي
فيولدُ الفكرُ بالإيقاع مقترنا
الشعر والفكر.. وجها عملةٍ كَسدَتْ
واغتال رونقَها يومَ المخاض خنا
كلّا.. سيبقَى لها في عالمي أُفُقٌ
ينساب.. يَغسل وجهَ الحرف مُتَّزنا
الشعر.. ليس غيابَ الوعي، أو خَدَراً
الشعرُ وعيُ غيابٍ أطفأ الزمنا
أعيشُ في الواقع الأقسى.. فيسحقني
فأستحيلُ رمادًا.. يَنثنِي وَهَنا
أسيرُ.. يخنقني ليلٌ.. يحاصرني
أجثو.. فيخنقني هَمٌّ.. دنا ودنا
يلوحُ بيتُ قصيدي.. تنتشي كَلِمِي
يَمُدُّ راحتَهُ.. أرنو.. يُضئُ سَنا
ماذا؟ تصحرت الأصداء؟ قافيتي
غيثٌ.. يلوِّن وجهَ الأفقِ.. ما وَهَنا
شعري أهازيجُ وردٍ.. أغنياتُ نَدًى
ولحنُ قمريّةٍ كم أطربتْ أذنا!
شعري.. مشاعرُ عصفورٍ رأى طَلَلًا
وشامَ نهرًا.. فغنَّى ينشدُ الوطنا