كئيبا كان الموج هذا المساء
كوجه الخطيئة كان غضوبا
لم أرَ نورسا يجوب البحر
ولا نجما لامعاً في السماء
حدّ الفزع كان الشاطئ
غائصا في العشب
كان أسود
كالرمل حول مخابز الحطب القديمة
لاهثا خلف الأقدام تستر عورته
والموج كلما ارتطم بالعشب
يمعن في السواد
تتكشف العورات في النهاية دوما
كاشفة سر الماء والموجة الداكنة
عبث هذا البحر أصدافه
عبث هذه الأرض سكانها
عبث هذا الفضاء نوارسه المتعبة
***
تعود إلى بيتك مترهلا
تمشي مترنحا على مهل
ترتطم بنخلة عجوز
لا تحمل رطبا وتزحم الطريق
***
في بيتك..
لا صوت موسيقا،
لا رسوم على الجدار
ساكن كالمقابر بيتك
كل شيء غثاء..
غريب أنت يا فتى
قلبك لم يزل ينبض وئيدا
وروحك في الغيب سارحة
قلبك معلق بين موتين
وعمر مات من قبل
بين قلعتين من قش
وقلعة من حميم
***
قلبك لم يزل ينبض واهنا
إذ ربما أنت على مقربة
من غربة أخيرة
ربما أنت على وشك المغادرة المريرة
وأنت لا تدري أي وعد
يمتد تحت قدميك سرا
وأي رعد يهتز له قلبك
وأي تفاحة ستأكل أخيرا..
نم يا صديقي
فأنت ذاهب إلى آخر المنافي..
لكل شيء نهاية…