شاركها
الربيع يعيد للقمر شكله العتيق
كان بضوئه الخافت
يهدي الهشاشة لنزق الفراش
يدرّب العشاق
ويغسل الليل من وحشة الليلِ
يسافر بكل أشكال المنامِ
حتى تخوم النهار
الربيع دهشة الطبيعة
وطفلها المغامر
شرفة الحكماء على الثوم والنرجس
والحشرات والماء والغناء والصلاة
والحقيقةُ
تكتب على الماء شكل الضباب
ترسم الندى على الغمام المبلل
وتهدي للحالمين
قطعة من الحلوى
وأكثر الحالمين عابرون
هنا أو هناك، على كتف الطبيعة
لا هم قادمون، ولا هم ذاهبون
الربيع كالموت صنوانٌ وغير صنوان .
قال المسافر القادم :
لا مكان للمكانِ
أبيضان، غامضان
يهزّان جذوع النخيل:
سكَرا وثورة
ولا مكان للمكان
حاسمان، مراوغان
كآلاء الرّبِ:
لا يكذبان
يطوفان بين البينِ
ولا مكان للمكان
يهيمان في كلّ وادٍ
ينبجسان ويذهبان
ولا مكان للمكان
يخبرك الموت عن مرايا الحقيقة
والربيع تأخذه الشظايا
يغريك الموت بالذهول
والربيع بالتكايا
صديقان لدودان
عناكب أو ضحايا
يهزون الشباك
من فرط الحياة
في النهاية والبداية
أبيضان أسودان
ولا مكان للمكان
هذا الموتُ بابٌ
هذا الربيعُ كالطريق
والطريق نزق كالفراشِ
يعيدُ للموتِ
ربيعه الأولَ في كلّ مرةٍ
وشكله العتيق