تلك الجــــــزيرةُ ما ألــــــذَّ عــــناقَـها
مَطَرُ الجـــــــمالِ على الصـخور أراقَها
عانقــتُ بهجــــتَها ونلـــــــتُ زُلالَها
و شــممتُ نكهـتَها وعشــــتُ مــذاقَها
روحي السجـــينةُ ها هنـاك تحرَّرَتْ
ومضـــــــــتْ تبُـــــثُّ بفرحةٍ أشواقَها
الروحُ أجٰــــــمَلُ حـين تدخُـلُ عالَماً
تاقـــــــتْ إليهِ تــــــفُكُّ فـــــيه وَثاقَها
عـينانِ مُغمضتانِ صـــــوتٌ هامـسٌ
هـذي المــــــليحةُ طــــوَّلتْ إطْــراقَها
بزغتْ كشمس الحـبّ ذاتَ قصـيدةٍ
تهـدي إليَّ ببــــــــسـمةٍ إشــــــراقَها
فكأنَّ ليْــــــــــــلاً ســاقني لضـيائها
أو أنه ســــهواً لقـــــــلبي ســـــاقَها
المُعجـــــزاتُ ولَـــــــجْتُ في أبوابِـها
بالحُــــبِّ لــمّا أحكَـــــمتْ إغــلاقَها
هذا شتاءُ الوشْــوشاتِ يُعـــــيدُ لي
شجَــري ويكـــــسو بالمُــنى أوراقَـــها
وتـــــرنّمَ المَرْسى يُحاكي أحـــرُفي
حتى أشاعَ مِــــن اللّــــغى رقـــراقَـها
وسمـــعتُها لا ريــحَ أخـــفتْ صوتَها
ذاكَ الصـــــــــباحَ ولا رَذاذَ اعْــــتاقَها
نــغمٌ بلــغـتُ به الســـــــماءَ بنشوةٍ
كان اندهاشي في اللـــــــقاء بُـراقَها
وَضَعتْ بِخـــديْها احمـــــــرارَ صبابتي
وبحِـــــــبْرِ عِـشْقي كحّــلتْ أحداقَها
في هيــــكل الحــبّ المقدَّسِ وردةً
فـــــوّاحةً أتَـــعَــّبدُ اسْتِنْشــــــاقَها
فرٰضٌ عليَّ بأنْ أشِـــــــيدَ بحُسنِها
وبأنْ تكــــــــونَ جــوارحي عُــشّاقََها
عانقتُها حتى مــــــــزجتُ بمهجتي
جنّاتـِها الخضـــــــــــــراءَ بلْ أعْماقَها
ثم اندمجتُ بها فـــــــــلم أكُ ساعةً
أشــــكوُ إذا ذُكِرَ الرحيلُ فـــــــــراقَها
لا تُــــــــــشبِهُ الدنيا التي رافــقتُها
مِن قـــــبلُ فالـدنيا تخــــــــونُ رفاقَها
فَـــــسَــــدَ الزمانُ بقضّهِ وقـضيضهِ
يا ليتــــها أعْـــــــدَتْ بــهِ أخـــــــلاقَها