فِي الجِهَاتِ
ذَاتِ الثَّلْجِ الْأَزْرَقْ
نَصَبَ صَبْوَةً
تُشْبِهُ شِبَاكَ الْحُدُوسْ،
ذَاكِرَتُه مُدُنٌ
صَحْوَتُهُ سُفُنٌ
فِي أَمْوَاجِ الْوَقْتِ ذ
تَجْرِي
كَمَاالْأُسْطُورَهْ،
نُقْطَةً كَانَ
فِي مُبْتَدَإِ الذَّاتْ
يَشْرَبُ مِنْ يَنْبُوعِ الدَّهْشَةِ
مَا يَعْرِفُ بِهِ سَمَاوَاتٍ
غَيْرَ الَّتِي الْتَصَقَتْ بِرُوحِهْ.
***
هُوَ شَهْقَةُ يَدٍ
نَزَلَتْ لِوَاذاً
فِي وَرَقَةِ ضَوْءٍ
مِنْ شَجَرَة الْمَعْنَى،
يَعْلَمُ أَنَّ بَرْقَ ذَاتِهِ
وَطَنٌ
يَسْقِي الْعَصَافِيرَ
حَلِيبَ الْأُمْنِيَاتْ
كُلَّمَا فِي الْبَدَاهَةِ انْطَلَقَتْ،
تَقُولُهُ شِفَاهُ الرِّيحِ
وَلَا يَقُولُهُ وَقْتُهْ،
فِيهِ مِنَ الظِّلِّ
صَوْتُهْ
وِمَنَ الُكُهُوفِ
مَزَامِيرُهَا،
غَنَمُ الْآتَي
تَرْعَى عُشْبَ خُطَاهْ
وَكَأَنَّهَا تَرْعَى الْأَبَدَ كُلَّهْ.
لَا يَتَذَكَّرُ مِنَ الْوُجُودِ
غَيْرَ شَفِةِالْمَاءِ
تَشْرَبُ مِنْ تَأَمُّلَاتِهْ،
غَادَرَتْهُ الْفُصولْ
غَادَرَهُ الزَّمَانْ
حِينَ أَلْقَى أَيَائِلَ رَغَبَاتِه
فِي شهوة الصَّحْرَاءْ
كَبُوذِيٍّ
أَكَلَتْهُ تَعَاوِيذُهْ،
مِنْهُ يَنْبُعُ الْأَمَلْ
وِمِنْهُ تُشْرِقُ الْأَنَاشِيدُ
أَنَاشِيدُ الْبَحَّارَةِ
الذَّاهِبِينَ طُيُوراً
فِي الْفْجْرِ الِاسْتِوَائِي،
كَجُرْحٍ قَرَوِي
تَتَأَرْجَحُ أَصْوَاتُهُ
عَلَى حِبَالِ السُّكُونْ
مِثْلَ وَرْطَةٍ خَضْرَاءْ .
***
أَمَامَهُ
تَنْهَضُ امْرَأَةُ الْمُسْتَحِيلِ،
يَرَى فِي سُرّتها شَجَرَةً
نَسِيَتْهَا الْأَرْضُ
فَتَجَوَّلَّتْ بِأَحْلَامِهَا
فِي أَبْوَابِ الْمَاءْ،
يُرْسِلُ إِلَيْهَا قُبْلَةً
يَخْتَفِي مِنْ ذَاتِهْ
فَتَنَامُ فِي خَيَالِهِ الصَّيْرُورَهْ.